رواية عودة الأسد الفصل الرابع4 بقلم راضية

رواية عودة الأسد بقلم راضية

رواية عودة الأسد الفصل الرابع4 بقلم راضية

انتهى الاجتماع القصير الخاص  بالممرضين ، نزعت مونيا  مازرها ، مناوبتها انتهت ، خرجت من قاعة  الممرضين وفي اسفل الدرج في الطابق الأرضي التقت بسمير ، كعادته لم يعرها اي اهتمام توجه نحو سيارته خارجا من المستشفى .


تبعته مونيا الى الخارج  ونادته : سمير ، توقف ، اريد الحديث معك .


توقف سمير ، تذكر ماقاله له والده ، استدار نحو مونيا، هاهما يقفان وجها لوجه .


سمير :  اعرف جيدا ما ستقولينه لي ، ستعيدين نفس قصة حميد ، وكيف كان يهددك انت واخواتك ، صحيح ام لا؟


اكمل سامي كلامه  رافعا صوته: هذه القصة اسمعها منذ 6 سنوات ، منذر عندما كان ياتي الى السجن ليزورني يحكيها  ، نوال تحكيها ، مهدي يحكيها ، وهاهو ابي اليوم ايضا اعادها علي مرة اخرى ، وانت ايضا سوف تعيدنها ؟  


  لماذا ؟ من اجل ان تقنعيني ان حميد هو السبب في كل ماحدث ؟ من اجل ان تقنعيني انك ضحية لحميد ؟ لكن ليس  حميد الذي اقنعني بوضع المخدرات في علب الحلوى ، بل انت ، فكرتك وفكرة نوال . 


سمير  يصرخ في وجه مونيا  :  تكلمي  ؟


مونيا  تبكي بحرقة .


اكمل سمير صارخا :  لماذا فعلت مافعلت ؟ كيف استطعت؟ 


مونيا وهي تبكي :  كنت خاؤفة منه ، كان لديه تسجيل لي وانا ابيع المخدرات ، وكانت لديه ايضا صوري مع منير ، وهددني بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي .


سمير  : حسنا ، حسنا  , كنت خاؤفة من حميد. لكن لماذا لم تخبريني؟ لماذا لم تخبريني ان هناك شخص يهددك ؟ ام انك عندما علمت ان السيد صالحي ابوك ، اغتنمت الفرصة ل التخلص مني ، انت في الاصل لاتحبينني، قبلت بالخطوبة  لانك كنت خاؤفة  من ان يقتلك اخوك  مهدي.


مونيا :  لم اكن اعرف ان السيد صالحي ابي ، عرفت  في  اليوم الاربعين بعد موت امي عتيقة، في  نفس اليوم الذي عرفت  فيه انت ، ان السيد صالحي ليس ابوك الحقيقي . لو كنت اعرف من قبل ان ابي حي ، لما رضخت لحميد، بل كنت طلبت من ابي ان يحميني منه .

سمير  : وانا ؟ كنت استطيع ان ادافع عنك، كنت سأفعل اي شيء من أجلك، لماذا لم تخبريني ؟  


مونيا :  كنت اخاف منك، بين ليلة وضحاها وجدت نفسي مخطوبة لرجل مافيا ، يبيع المخدرات ، قتلت أمامي، لم اكن احس بالامان معك .


سمير : قتلت  لادافع عنك . 


مونيا صارخة في وجه سمير:  لم اطلب منك ان تقتل احدا ، هل نسيت نفسك كيف كنت ، تعشق المال ، تحب السلطة ، لاترحم احدا يقف في طريقك ، كيف لا اخاف منك .


سمير: اول مرة اسمع منك هذا 


مونيا :  في البداية لم اكن احبك ، لكن عندما عرفتك عن قرب ، وادركت كم انت طيب القلب ، وحنون جدا ، بدات اعجب بك . لكن في ذلك الوقت لم اكن متاكدة من مشاعري .


عندما اردت ان تقتلني قلت لك انني احبك ، وهذا صحيح سمير انا احبك ، لم اكذب عليك .


سمير : انا اقتلك ؟ مستحيل ، اقتل الناس جميعا ولا اقتلك انت .


مونيا : انت لست مجرما، عمر قتلته لان حميد نصب لك فخا ، اما فيما يخص منذر فقد ندمت على اطلاقك الرصاص عليه ، سمير الانسان تغلب على الشيطان الذي بداخلك.


عندما سمع سمير كلام مونيا،  هدا كطفل صغير كان يحتاج الى حنان امه ليتوقف عن البكاء  ، وبالفعل هذا ماكان يحتاجه سمير ، دعم وحب مونيا له،  لتظهر افضل نسخة فيه .


اكملت مونيا حديثها : 


كل الأحداث مرت بسرعة، الخوف جعلني لا احسن التصرف ، لم اتخذ القرار الصحيح، عندما جاءت الشرطة واعتقلتك ، أدركت مافعلت وانا جد نادمة.


اليوم التقينا من جديد ، وانا لاازال أحبك ، وأريد تجديد علاقتنا .


بينما سمير ومونيا يتحدثان ، في الجهة المقابلة  شخص في سيارة سوداء بنوافذ قاتمة  ياخذ صورة لهما بهاتفه ، ثم يبعثها  لشخص اخر يدعى : بلاك ..........


كان سمير في حديقة شقته المتكونة من غرفة واحدة ، في الطابق الأرضي من عمارة بخمسة طوابق .كلبه بجانبه ،  وجده في يوم من الايام جريحا في الغابة  التي يتنزه فيها بحصانه المفضل ، أخذه  معه وعالجه ومنذ ذلك الوقت الكلب لايفارقه، 


صنع له بيتا في حديقة  منزله ، وصنع له مخرجا في  السياج ليسمح له الخروج والتنزه بين الفينة والأخرى.


جلس سمير على الكرسي ، سارح في تفكيره ، يسترجع كل حديثه مع مونيا . أغلق عينيه وبدأ يبتسم . انه سعيد ، مونيا قالت له احبك ،  بعد كل هذه السنين وبعد كل العذاب والوحدة ،مونيا  تحبه . 


الان هي الفتاة الغنية وهو الفقير ولكن تحبه ، بالأمس هي الفقيرة وهو الغني واحبها . ياله من حب جميل وصادق ونقي ، هو احبها  فدافع  عنها ، هي احبته  فغيرته.


شانا تذكره بامه عتيقة التي ربته ، من شدة قهرها وخوفها تخلت عن بناتها ،  ومونيا ايضا من شدة خوفها وعدم احساسها بالامان تخلت عنه .


تفهم دوافع امه عتيقة وسامحها ؟ لما لا يتفهم دوافع مونيا ويسامحها ايضا ؟ سمير يحس براحة كبيرة اخيرا تواجه مع مونيا وتحدثا عن كل شيء ، والده كان محقا  ، يجب أن يتحدث مع بناته ، الان لم يبقى الا سهام .


في الصباح الباكر استيقظت مونيا ،  كانت سعيدة جدا لسببين الاول ان والدها سيخرج اليوم من المستشفى والثاني ان علاقتها بسمير بدأت تتحسن .


لبست بدلة واحذية رياضية ، وتركت شعرها الطويل يتدلى على كتفيها . يالها من فتاة جميلة وجذابة . قررت ان تفعل شيءا قبل ان تذهب لاصطحاب ابيها . استقلت سيارتها وغادرت .


سمير اخرج حصانه من الاسطبل، سمع صوتا يناديه  ، استدار ، انها مونيا جاءت لرؤيته .بدا قلبه ينبض بشدة ابتسم لها ، امسك بلجام حصانه  وذهبا معا في نزهة يتمشيان ، يتحدثان ، ويضحكان  معا .


والحصان بجانبهما يتمشى معهما وياكل العشب بين الحين والآخر.

بعد عودتهما الى المركز ، مونيا ركبت سيارتها وذهبت الى المستشفى لتصطحب والدها ، و حان  وقت درس ركوب الخيل الذي سيقدمه سمير لطلبته  .


في المساء كانت أجواء بيت السيد صالحي مليئة  بالفرح والبهجة ، عاد السيد صالحي الى بيته بين بناته . الكل كان هناك :


نوال وزوجها وابنها حسام ذو العامين،


سهام وزوجها  سعيد وابناؤهما الثلاثة ،


جاء ايضا منذر وزوجته  وابنته  اسماء في عمرها عام ونصف ،


مهدي ايضا جاء لكنه لم يتزوج بعد ،


كانت مونيا في المطبخ  تحضر الحلوى المفضلة لسمير ،  سهام  بجانبها تتأمل باختها 


سهام  : انت جميلة جدا اليوم ، وجد سعيدة ، هل هناك امر ما تخفينه عني ؟ 


ضحكت  مونيا وقالت : سوف يأتي سمير.


سهام  : حقا ، هل هو الذي اخبرك ؟ 


مونيا  : في الصباح ذهبت اليه، الى مكان عمله.


سهام :  هل تفاهمتما؟ 


مونيا وعيناها تدمعان : نعم ، سوف ياتي ليخطبني .


سهام :  لاداعي لان يخطبك مرة اخرى ، فانتما  في الاصل مخطوبين.


سهام لم تصدق الخبر ، واخيرا بعد كل المعاناة ، اختها ستتزوج بالرجل الذي تحب ......


كان السيد صالحي مستلقيا على الاريكة في القاعة الكبيرة، والجميع حوله . يتحدثون ويضحكون ويشربون القهوى والمشروبات. 


سهام لاتزال في المطبخ  تحضر الحساء الصحي لوالدها ، ومونيا تضع اللمسات الأخيرة على الحلوى التي صنعتها .


الاولاد يلعبون ويصرخون ويتعاركون ، نوال في كل مرة تذكرهم :  اهداو ، لاتزعجوا، جدي صالحي.


السيد صالحي كان سعيدا جدا ويقول : نوال اتركيهم يلعبون ، فهم لايزعجونني .


جاء سمير ، سلم على الجميع ، لأول مرة يعود إلى هذا المنزل بعد ان هرب من الشرطة اخر مرة .


انظم اليهم ، يتحدث ويضحك ، والجميع كان سعيدا بلم شمل هذه العائلة  من جديد .


نهض سمير  وذهب الى المطبخ ،  ذهب مباشرة الى سهام وقال لها :   سهام اريد ان اخبرك شيؤا ، لم اخبرك به ابدا من قبل .


سهام مندهشة : ماذا سمير  ، ماهو  ؟


سمير :  الطعام الذي تطبخين لذيذ جدا وانا احبه كثيرا .


انفجرت سهام ضاحكة ، ومونيا ايضا ضحكت .


واصل حديثه : اريد ان اطلب منك السماح ، على كل  الكلام الجارح اللي كنت اقوله لك  من قبل .


سهام  :  لا تقلق سمير فانت مثل اخي ،  ابي هو الذي رباك ، وستصبح زوج اختي .


نظر سمير  الى مونيا  وقال لها : ماذا سيدتي ، هل نخبرهم؟


نهضت مونيا وقالت له : نعم لنذهب ونخبرهم .


اتجها الى القاعة اين  الجميع متواجد ،  وقف سمير امام الجميع وخطب مونيا من ابيها ، كلهم فرحون بالخبر ، اخيرا سيتزوجان بعد كل الصعاب التي مرا بها.


السيد صالحي  متحدثا مع منذر : قلت لك ، بان بعض الغيرة ستحل المشكل .


ضحك منذر وقال لأبيه: انت معلم،   سيد صالحي ...


أحضرت مونيا الحلوى التي صنعت، ووضعتها على  الطاولة

اخذت قطعة واعطتها لسمير ، وقالت له : على تذكرك بشيء ما  ....؟


سمير :نعم تذكرني ،،،،،

حين خطبتك اول مرة ، اكلت نفس الحلوى، ولم اترك شيءا فوق الطاولة ، هل كانت من صنعك ايضا؟ 

مونيا : نعم  

سمير  : لقد اتضحت الامور اليوم 


وانفجرا ضاحكين..............

تعليقات



<>