رواية الحب للجميلات فقط الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم ساره الراوى

رواية الحب للجميلات فقط الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم ساره الراوى


خرجو من المنزل بسرعة البرق و الخوف و القلق تمك منهم تماماً ،،، رندا تبكي بصوت عالي و حسام يحاول ان يتمالك نفسه و يخفف عنها و ادهم يسوق السياره بسرعة جنونيه و توتر و كاد ان يصطدم بالسيارات المجاوره له و نادين تجلس في السياره خائفة لا تعلم ما بهم 

وصلو الى المستشفى و كانو يركضون في الممرات بتشتت و خوف ليجدو الغرفة المطلوبة

ادهم،، بصراخ ،، فين الدكتور محدش عايز يرد علينا ليه 

الممرضه ،، حنادي عليه حالاً 

حسام اقترب من ادهم ببطئ،، تفتكر ان هم كويسين 

ادهم،بتوتر،،، ان شاء الله ميحصلش حاجه وحشه لحد فيهم 

خرج الطبيب من الغرفة 

الطبيب،، انتو تقربولهم ايه

ادهم،، احنا ولادهم طمني بس ايه اللي حصل هم كويسين صح،، ممكن اشوفهم .....

حسام،، فيه ايه انت مبتردش ليه اتكلم ارجوك طمنا بس عليهم

رندا ببكاء،،، هم حالتهم وحشه اوي كده يا دكتور 

لم يعد ادهم قادر على الانتضار فأمسك بالطبيب من ثيابه و هو يصرخ عليه بتوتر 

اتكلم امي و ابويه مالهم ؟؟؟؟

الطبيب بأشفاق،، البقيه فحياتكو التنين توفو في الحادثة

ولكم ان تتخيلو كيف كان وقع الكلمات على ادهم و حسام و رندا،،، صرخة عاليه حزينة اطلقتها رندا وسط دموع حسام اللذي جلس على الارض محتضن رأسه بن كفيه و يبكي بحرارة على اب و ام رحلو قبل ان يودعهم ، قبل ان يحضرو تخرجه او زفافه ، قبل ان يسلمو رندا الى زوجها بفخر ، و قبل ان يطمئنو عى ادهم، نعم ادهم اللذي وقف في مكانه لا يستطيع الحراك من هول الصدمة .......
لم تنزل دموعه ، لم يصرخ و لم يقل ولا كلمة واحده ،، صدمته جمدت الدموع في عينيه ،، شعر بأن قلبه ينزف و يتمزق و رأسه يكاد ينفجر من صدمة ذالك الخبر المشؤوم 

قاطع جموده و صدمته حسام اللذي كان يهزه بقوة و هو يصرخ

حسام بدموع و صراخ،، ادهم فوق ااااادهم رندا مش عارف مالهه نادي على الدكتور

التفت ادهم الى الوراء ووجد رندا مغشياً عليها على الارض و نادين تجلس بجانبها بخوف 

لم ينادي ادهم على الطبيب بل حملها بسرعة و اتجه الى قسم الطوارئ ليسعفوها بسرعه

حسام و هو ينظر الى ادهم بصدمة ،، بابا و ماما خلاص ماتو ،، ماتو يا ادهم مش حيصحوني الصبح بدري و انا ازعقلهم و لا حنقعد مع بعض على السفره تاني و مش هيسمعوني و انا بهزر و ماما تقولي امته حتعقل ،، و بابا مش حيقلي امته تيجي معانا الشغل، مش حشوفهم تاني خلاص ........... و انهار في نوبه بكاء اخرى في حضن ادهم 

كلمات حسام مزقت قلب ادهم كان يستمع له و يحتضنه بقوه دون ان يستطيع الرد ،، ادهم الوحيد اللذي لم يعبر عن صدمته لم يبكي او يصرخ او يغضب حتى لانه كان يعلم جيدا ان عليه ان يتماسك من اجل اخوته و الا سينهار امامهم بشده لان حزنه على والديه يفوق كل مراحل الالم و البكاء ،، فقلبه تحمل من الصدمات ما لا يحتمل و الآن عليه ان يصمد لأن انهياره معناه انهيار هذه العائله بأكملها او على الاقل ما تبقى منها 

نادين،، بابي هو انكل حسام زعلان ليه

ادهم نطق بصعوبه،، متخافيش روحي اقعدي على الكرسي ده 

نادين،بصوت طفولي،، طب احنا مث حنجيب جدو و تيتة معانا ،، طنط رندا قلتلي ان احنا جايين نثوفهم

احتضنها ادهم بحزن و زادت كلماتها من بكاء حسام اللذي كان منهار تماماً 

في وسط بكائهم و صدمتهم خرجت طبيبة في مقتبل العمر لتتحدث معهم

ادهم،، رندا كويسه ؟؟

الطبيبة،، هي عندها انهيار عصبي و ان شاء الله فتره و حتعدي البقيه في حياتكو

ادهم ،، وحياتك الباقيه، يعني نقدر ناخدهه معانا 

الطبيبة ،، لا في حاجه كمان لازم تعرفوها ،، احنا حاولنا اننا ننقذ الجنين بس معرفناش ،، ربنا يعوض عليها 

ادهم بصدمة،، لا حضرتك غلطانه انا بتكلم عن رندا مصطفى اختي دي مش متجوزه 

حسام ،، ايوا يا دكتوره البنت الصغيره عندها 17 سنه مش اللي انت بتتكلمي عنهه 

الطبيبة،، لا انا بتكلم عن اختكو مفيش هنا رند تانية

ادهم،، بتلعثم ،، يعني ايه ،، مش فاهم يعني ايه 

الطبيبة ،، هي كانت حامل و حصلهه اجهاظ بسبب الصدمة

حسام،، هههههههههههه اختي انا كانت حامل 

الطبيبة بأحراج،، عن اذنكو

حسام اتجه الى ادهم بلا وعي،، سامع انت سمعت زيي صح 

ادهم تمسك برأسه بعنف و جلس على اقرب كرسي ،، لالا اللي بيحصل ده كابوس ،، مش ممكن يكون حقيقي ده كابوس اكيد ايوا رندا مش ممكن تعمل كده،، مش ممكن

حسام،، لا عملت من غير ما تفكر فسمعتنا و لا كرامتهه و انا حقتلهه بأيدي 

انطلق حسام كالمجنون لغرفة رندا و انهال عليها بالضرب الا انها كانت نائمة لا تشعر به و هو مستمر يضربها ثم ينهار بالبكاء بجانبها ثم يلومها 

كان منظر قاسي جدا و مؤلم ،، ابعده ادهم عنها و هو يصرخ عليه امام الممرضات 

سيبهه يا حسام بقولك سيبهه مش شايف انها مش حاسه بيك حرام عليكو انا مش ناقص كفايه اللي احنا فيه 

حسام،، يعني ايه اسيبها انت فرحان باللي عملتو ،، احنا مش حنعرف نحط عنينا فعيون الناس بعد كده و لا انت خلاص معندكش لا نخوة و لا رجولة

لم يستطيع ادهم ان يتحمل كلامه و لم يشعر بنفسه الا و هو يصفع حسام على وجهه بقوة

اندهش حسام من ما فعله اخيه و خرج من الغرفة بسرعه كالمجنون و هو في حالة غضب هستيري 

وقف ادهم مندهش و مصدوم من ما فعل و لا يعلم كيف صفعه و هم في هذه الضروف ،، ثم وجد نادين تنظر اليه بخوف و رعب حقيقي

نادى على الممرضة و طلب منها ان تهتم بنادين لفتره قصيره ، و في هذه الاثناء كان ادهم جالس في غرفة رندا واضعا يده على جبينه شارد في ما يحصل و هول الصدمات المتتاليه 

فتحت رندا عينيها ببطئ ،، انا فين 

ادهم، نظر اليها بأشمئزاز،، انت هنا في المستشفى

رندا ببكاء،، ماما و بابا ماتو يا ادهم و لا انا كنت بحلم 

ادهم،، ربنا ريحهم عشان ميستحملوش اللي انا مستحملو دلوقتي 

رندا مستمرة بالبكاء........

ادهم،، بصراخ،،مسكها من ذراعها بقوة،، عملتي كده ازاي قدرتي تعملي كده فينا ازاي،، 

رندا بدهشه،، انا .... انا

ادهم،، بصراخ ،، انطقي مين ده ،، ازاي حصل كده اتكلمي انطقي مين اللي كنتي ماشيه معاه

رندا،، بصرخة ،،، سييييف !!!!!

ادهم بصدمة ،، سيف مين ؟؟؟

رندا ببكاء،، ابن انكل فوزي 

ادهم،، بدهشه اكبر ،، ابن عم زيااااد 

رندا،، والله انا اتجوزتو عرفي معملتش معاه حاجه حرام 

ادهم صفعها على وجهها هي الاخرى ،، و هو العرفي حلال انت ازاي قدرتي ترخصي نفسك و ترخصينا معاكي ازاي !!! ليه ناقصك ايه ،، قصرنا معاكي فأيه فهميني !!!

رندا،، هو قلي انه حيتقدملي و انه اهلو عايزين يجوزو واحده تانيه 

ادهم بصوت مخنوق،، و انت صدقتي انه ممكن يتجوز واحده غلط معاها 

رندا،، بكت و بكت وكان يتمزق قلب ادهم عند سماع بكائها فهي دائما كانت مدللته الصغيره و لكنها اليوم من جلبت العار و الفضيحة لهم و لا يستطيع ان يسامحها 

ادهم،، بحزن،، و سي زفت ده طبعا هرب بعد ما انت غلطتي معاه 

رندا،ببكاء،، حيتقدملي والله مريم اقنعت بباه و حيييجو يطلبوني والله يا ادهم

ادهم،، مريم !!! و مريم تعرف الموضوع ده ازاي انت ازاي تخليهه تروحلو انت اتجننتي خلاص بتفضحي نفسك 

رندا،، لا والله هي اللي ساعدتني لما سمعتني بتكلم معاه في التلفون بالصدفة و مش ممكن تفضحني ده هي اللي خلتني احس بغلطي ،، ثم قالت ببكاء، سامحني يا ادهم 

ادهم،،سقط على الكرسي بجانبها،، اسامحك ؟؟؟ انت حرمتينا اننا نبقى رافعين راسنا بأختنا خليتي اللي يسوه و اللي ميسواش يلعب بشرفنا ،، مش عايز اسمع منك ولا كلمه يا رندا كفايه اوي اللي حصل بسببك 

دخلت رندا بنوبه بكاء على حالها ووفاة والديها و خيبة 
امل اخوانها و ضياع مستقبلها بلكامل

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

تركها ادهم وخرج ليبحث عن حسام ،،، بحث عنه في كل مكان حتى اخبرته الممرضه انه طلب من الطبيب ان يسمح له برؤيه والديه 

دخل ادهم الغرفة بتردد و حزن ،، جثث والديه ووجهم المغطى كاد يجعله ينهار و لكنه نظر الى الزاويه الاخرى للغرفة عندما سمع صوت حسام

حسام جلس على الارض في احدى زوايا تلك الغرفة مخبئ رأسه بين ذراعيه و يبكي بصوت خافت،، كم كان الحزن يملأ وجهه و قلبه ،، نظر اليه ادهم و هو يتذكر اخر عبارات والده ،، اخواتك امانه في رقبتك 

فذهب اليه مسرعاً و احتضنه بشده و هو يعتذر منه 

ادهم،، متزعلش مني ،، مكنتش عايز امد ايدي عليك

حسام تحدث من بين دموعه،، انا اللي اسف اني قلتلك الكلام ده بس مكنتش اتخيل ان اختي ممكن تعمل كده 

ادهم،، بحزن،، و لا انا يا حسام انت فاكرني مش زعلان ،، بس انت لازم تهدى و سيب موضوع رندا عليه انا

حسام،، مين الحيوان اللي عمل كده

ادهم،، قلتلك ملكش دعوه ،، لو ورطت نفسك معاه حتضيع مستقبلك

حسام،، انا لو شفتو حموتو بأديه دول و اشرب من دمو

ادهم،، و بعد ما تموتو ،، اختك حيرجعلها شرفها و له سمعتها انطق ،، لازم تعرف اني انا كمان نفسي اقطعه بأديه بس لازم نفكر فأختك دي و نخلي يتجوزها عشان نلم الفضيحة

حسام،، و ماما و بابا حنرجعهم ازاي ،،، حدفنهم ازاي وانساهم ازاي

ادهم،، بحزن،، ربنا يصبرنا ،،، يلا قوم معايا اغسل وشك و تعالى عشان نكمل الاجرائات 

حسام،، بحزن،، قصدك اجرائات الدفن

ادهم بصوت اقرب للبكاء ،، ايوا ، اكرام الميت دفنو 

القو على والديهم نظرة الوداع و خرجو من تلك الغرفة و هم موقنين انهم منذ هذا اليوم ستتغير حياتهم تماماً
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اما مريم فقد ذهبت الى بيت ادهم لتتحدث معه و لكنها لم تجد احد في المنزل و اتصلت برندا كثيرا و لم ترد عليها

مريم،، انا مش فاهمه ايه اللي بيحصل 

اماني ،، جايز خرجو

مريم،، بس رندا اكدتلي ان هم حيستنوني 

اماني،، مش عارفة بس يمكن نسيو

مريم،، او يكون ادهم مش عايز يكلمني و رندا اتكسفت تقولي 

اماني،، يا دي ادهم اللي انت شايلاه فوق دماغك يا بنتي انت مشكلتك معاه ايه 

مريم،، انا معنديش مشكله معاه بس مش عايزة افضل مديوناله

اماني،، خلاص كلمي بكره و افهمي منه جايز فيه حاجه حصلت خلتهم يتأخرو

مريم،، ان شاء الله ،، ربنا يسهل 

و قاطع حديثهم اتصال رندا 

مريم،، انت فينك مش قلتي حتستنيني

رندا ببكاء،، الحقيني يا مريم 

مريم ،،بفزع،، مالك بتعيطي ليه

رندا ببكاء اكثر،، ماما و بابا ماتو يا مريم و سابوني لوحدي

لم تعرف مريم ماذا تقول ووجدت الدموع تسيل من عينيها لا ارادياً ،، رغم انها لم تعرفهم جيدا و لكنها تأثرت بخبر وفاتهم و خصوصا عندما علمت من رندا بوفاتهم هم الاثنين في نفس الوقت 

مريم،، بدموع،، انت فين دلوقتي 

رندا،، في مستشفى ال ....

مريم،، طب انا جيالك يا رندا 

اقفلت سماعة الهاتف و خرجت من المنزل مسرعة لتذهب الى رندا اللتي ذكرتها بنفسها عندما مات والدها .......

الحلقة 14 :
وصلت مريم الى المستشفى و هرولت الى غرفة رندا بأقصى سرعة ..... و عندما رأتها رندا انهارت بين احضانها بالبكاء فهي الآن ملاذها الوحيد 

مريم،، معلش يا حبيبتي اهدي بس بلاش تعيطي انت كده بتعذبيهم 

رندا ،، انا مش قادره اصدق ان هم راحو خلاص و مش حشوفهم تاني ابدا ،، التنين مره واحده يامريم التنين 

مريم،، انا عارفه انه الصدمة مش سهله عليكي بس مينفعش نعترض على قضاء ربنا و قدره ،،، ان شاء الله ربنا حيجمعك بيهم فالجنة 

رندا،،، مستمره بالبكاء،،،،،،

مريم،، هم اخواتك عرفو صح 

رندا ،، ايوا عرفو كل حاجه ،، تخيلي ان فوق صدمتهم انا خيبت املهم و صدمتهم تاني 

مريم،، طب هم اتكلمو معاكي و له لسه 

رندا،، ببكاء،،ادهم اتكلم معايا ،، متتخيليش النظره اللي كان بيبصلي بيهه ،، ادهم بالذات مكنتش عايزه اشوف الحزن في عنيه بعد كل اللي حصلو، انا كملتهه عليه كمان 

استغربت مريم من كلام رندا عن ادهم و لكنه لم يكن الوقت المناسب لتسألها 

مريم،، ان شاء الله حييجي يتقدملك و كل حاجه تتحل ،، على الاقل انت خلصتي من البيبي يعني مفيش حاجه حتربطك بيه بعد كده

رندا بصراخ وبكاء،، انا بكررررهو ربنا ينتقم منك يا سيف هو السبب ،، لالا انا السبب انا اللي خليت اخواتي مش عارفين يبصو في عيون الناس ،، ياريتني رحت مع ماما وبابا و متت معاهم يارررب موتني انا مش عايزه اعيش !!!!!

انفجرت رندا بنوبه بكاء و صراخ حتى نادت مريم الطبيب ليعطيها مهدئ و نامت بعده بهدوء
شعرت مريم بالحزن الشديد على حال رندا و لكنها ايضا كانت تفكر في ادهم كيف لانسان ان يتحمل صدمات متتاليه كهذه دون ان ينهار و قاطع تفكيرها دخوله الغرفة و معه نادين 

مريم بحزن و ارتباك،، البقيه فحياتك يا باشمهندس 

ادهم ،، و فحياتك الباقيه ،، هي رندا مصحيتش

مريم،، لا كانت صاحيه بس منهاره و الدكتور اداها مهدئ عشان تنام

ادهم صمت قليلا و هو ينظر اليها ،، كان شارد الذهن و لم يعرف ماذا يقول مما زاد ارتباك مريم ثم جلس على الاريكة و هو يقول 

ادهم،، انت كنتي عارفة كل حاجه ،، ليه مقلتيليش ازاي خبيتي حاجه زي دي 

مريم،، ده سر و انا مش من حقي اقولو لحد انا اسفة بس والله انا حاولت اساعدها

ادهم،، رندا قالتلي انك اتكلمتي مع والدو 

مريم،، ايوا و هو وعدني انه حييجي و يتقدملهه

ادهم،، غصباً عنه حييجي مش بمزاجه ،، برضو كان لازم اعرف عشان اقدر اتصرف 

مريم......................

وضع ادهم يده على رأسه بتعب و اغمض عينيه قليلا 

مريم ،، بقلق ،، انت كويس تحب اجيبلك حاجه تشربهه اصل شكلك تعبان 

ادهم ،، لا انا كويس بس هلكان ،، و تصريح الدفن مش حيطلع غير بكرا الصبح

مريم،، طب روح استريح شويه للصبح و انا حفضل بايته عند رندا 

ادهم بتعب،، مقدرش اسيبهه و هي فالحاله دي ،، ممكن تخلي بالك من نادين اصلهه نامت و انا عايز اشوف حسام 

مريم،، بشفقه على حاله ،، ايوا طبعا انا حفضل هنا مع رندا و نادين كمان معانا متقلقش 

ادهم نظر اليها بأمتنان،، شكرا 

غادر الغرفه بخطوات بطيئه تدل على حزنه ،، تغيرت حتى ملامح وجهه اللتي اثقلتها الهموم ووجد حسام نائم على احدى الكراسي خارج غرفة رندا ،، مع كل غضبهم من ما فعلته الا انهم متعلقون بها جدا و لم يستطيعو تركها فالمستشفى بمفردها حتى مع وجود مريم 

.................................................. .................

مرت ايام العزاء بصعوبه على ادهم و حسام اما رندا فكانت في المستشفى و لم تتركها مريم سوى ساعات قليله لتتطمئن على والدتها و اختها 
مريم كانت الوحيده اللتي تعلم بأمر رندا و لذالك لم يأتي اي احد ثاني من خالاتها و اقاربها لزيارتها ،، كي لا يفضح امرها 

اليوم هو موعد خروج رندا من المستشفى ساعدتها مريم في حزم بعض احتياجاتها و اغراضها و اتى ادهم ليأخذها الى المنزل و لكنه اراد التحدث مع مريم 

ادهم ،، انا عارف انك مش عايزه ترجعي الشغل بس ارجوكي تنسي المشاكل اللي كانت بيننا و ترجعي معانا ولو فتره بسيطه 

مريم،، بس انا مقدرش عشان ،،،

ادهم مقاطعاً،، رندا و نادين محتاجين حد يفضل معاهم و انت الوحيده اللي بيستريحو معاكي و انا لازم اتفرغ للشغل و حل مشكله رندا ،،، ارجوكي 

لم تستطيع مريم ان تفاتحه في موضوع دفع حساب المستشفى و شعرت ايضا انهم بالفعل بحاجتها فقررت انها ستعود للعمل معهم على الاقل لمده قصيرة

مريم،، خلاص انا حرجع بس ،،،

ادهم،، عارف ،، متخافيش انا مش حضايقك في حاجه

مريم .......................

دخل ادهم الغرفة فركضت عليه رندا و ارتمت في احضانه بقوه و هي تبكي 
سامحني يا ادهم و الله مكنش قصدي يحصلكو كل ده انا اسفه و لو يريحك انك تقتلني انا موافقة 

ادهم كان يصارع عقله الغاضب منها و قلبه اللذي يتمزق لرؤيتها بهذا الشكل و لكن عندما ارتمت في احضانه شعر انها تبحث فيه عن حنان والديها اللذي افتقدته فهي كانت المدللة الصغيره اللتي يحبها كل من في المنزل و وجد نفسه يحتضنها بقوة و يمسح دموعها 

ادهم،و الدموع في عينيه، اقسم بالله اني حخلي ييجي لحد عندك زي مانزل دموعك دي حندمو على اليوم اللي اتولد فيه 

رندا بكت بقوة عندما شعرت بحنان ادهم 

اما مريم كانت تقف خلفهم و اعجبت جدا بموقف ادهم ،، لانه فهم ندم رندا و شعر بحزنها و احتضنها بحنان رغم غضبه منها 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

عادو الى المنزل و كان حسام جالس على احدى الكراسي و فور دخولهم تركهم بسرعه و دخل الى غرفته فامتلئت عيون رندا بالدموع و شعرت بمدى بشاعة فعلتها و كره حسام لها

اخذتها مريم الى غرفتها و جلست معها حتى نامت ثم ذهبت الى نادين و بدأت باللعب معها ثم نزلو الى الطابق الاسفل ،،، اعدت مريم وجبه خفيفة لنادين و لكنها تذكرت ان ادهم لم يأكل منذ ايام و ترددت في اعداد الطعام له و لكنها شعرت بالشفقة عليه فأعدت وجبه بسيطه لتقدمها له

امينة،، ربنا يخليكي يا بنتي ياريت يرضى ياكل ده من ساعة اللي حصل لا بياكل و لا بيشرب 

مريم،،ربنا يكون في عونهم اللي حصل ده صعب اوي ربنا يرحمهم يارب بس تفتكري حيرضى ياكل و مش حيهزأني 

امينة،، ليه بتقولي كده هو فيه حد فطيبة قلب الاستاذ ادهم

مريم،، انا مش عارفة ليه هو مستقصدني ،، اصلي مشفتش حاجه من الطيبه دي 

امينة،، هو من ساعة ما رجع من لندن و هو على طول متعصب و زعلان ،، متخافيش هو طيب اوي و بكرا تشوفي بنفسك 

مريم،، خلاص علشان خاطرك انت بس حجرب معاه بس لو زعل و اتعصب تبقى دي مسؤليتك ههههههه 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،

خرجت من المطبخ لتبحث عنه و وجدته نائم في الصاله على الكنبه ،، كان ينام بعمق و يبدو عليه التعب فهو لم ينم منذ ثلاثه ايام،، لم تود مريم ازعاجه فوضعت الطعام على الطاوله و قررت ان تعود الى نادين لكنها انتبهت انه كان يصدر صوتا غريبا في نومه و كأنه يرى كابوس فأقتربت منه لترى اذا كان بخير و فجأه فتح هو عينيه في نفس اللحضه فألتقت اعينهم لأول مره
شعرت مريم بقشعريره تسري في كل جزء من جسدها فأرتبكت و ازاحت واجهها للجهه الاخرى و حمرة الخجل تغطي ملامحها 

مريم بأرتباك،، انا... انا كنت عايزه اصحيك شكلك كنت بتحلم

ادهم لا يزال تحت تأثير تلك النضره شعر بشئ غريب جدا يشده الى النظر اليها و لكنه تمالك نفسه 

ادهم،، ده كان كابوس فضيع

مريم،، طب اتفضل ،، قدمت له الماء و ارتشف منه ادهم بسرعه و هو يزيل قطرات العرق عن جبينه 

مريم بخجل،، انا عملت اكل لنادين و عملت حسابك اتفضل

ادهم،، لا انا مليش نفس ،،، هي رندا كلت حاجه 

مريم،، ايوا و خدت الدوا كمان و نايمة دلوقتي 

ادهم ،، طب انا حطلع اشوف حسام اكيد مكلش حاجه من امبارح

مريم،، و انت كمان مكلتش حاجه لازم تاكل على الاقل عشان تقدر تقاوم كده جسمك حيتعب

ادهم،، بقلق ،، لا انا حشوف حسام الاول 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في غرفة حسام 

ادهم،، انت حتفضل كده كتير لازم تاكل 

حسام،، مش عايز حاجه يا ادهم سيبني فحالي

ادهم،، لا مش حسيبك انت اجمد من كده بكتير مينفعش اللي انت عاملو ده ارجوك عشان خاطري انا محتاجلك معايا 

حسام،، انا حاسس ان الدنيا وقفت بجد ماليش نفس اعمل اي حاجه 

ادهم،، لا متقولش كده لو ماما و بابا كانو موجودين كانو زعلو منك ،، بابا كان عايزك تبقى محامي شاطر و الناس كلهه تتكلم عنك يلا بقى شد حيلك عشان تحققله اللي كان عايزو 

حسام بدموع ،، كان نفسي يبقو معانا بس الحمد الله ده قضاء ربنا

ادهم بصوت مخنوق،، الحمد الله على كل حال ،، ايوا كده انا عايزك ترجع حسام اللي انا اعرفو 

حسام،، ربنا يخليك ليه يا ادهم 

ادهم،، مش عايزك تبقى ضعيف انت تقدر تعمل اي حاجه و ربنا ان شاء الله حيعوضنا عن غيابهم 

احتضنه حسام بشده ثم بدأ يأكل و ادهم يتكلم معه حتى لا يشعر بالوحده حتى رن الجرس 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في الطابق الاسفل فتحت امينه الباب لتجد يارا امامها 
ترتدي فستان اسود انيق متصنعه البكاء ،، سلمت على ادهم بحراره و هي تحاول ان تعبر عن حزنها 

يارا،، انا مش عارفة اقولك ايه انت عارف انا كنت بحبهم اد ايه 

ادهم،، بحزن ،، ربنا يرحمهم،، متشكر يا يارا

يارا،، بدلع،، لو احتاجت اي حاجه اوعى تتردد تتصل بيه انت عارف انت غالي عندي اد ايه

ادهم،، انت كمان عارفة معزتك عندي 

يارا،، ايه رايك تغير جو ،،، تيجي نخرج النهاردة بالليل فيه بارتي تجنن على البحر النهارده حتغيرلك المود تماماً 

ادهم بصدمة،، بارتي ايه يا يارا انا امي و ابويه توفو من كام يوم و اخواتي مش عارف اخرجهم من الصدمة و عايزاني اروح حفلة

يارا بأرتباك،، سوري يا ادهم انا مقصدتش كده كنت عايزاك تغير جو بس 

في هذه الاثناء دخلت مريم الى الصاله مع نادين

يارا بأنفعال ،، انت ايه اللي جابك هنا مش سبتي الشغل خلاص و له دي حجج عشان يرضو يرجعوكي

مريم ،، انا مسمحلكيش تكلميني بالاسلوب ده 

يارا،، و انت مين اصلا عشان تسمحي ولا متسمحيش اوعي تفتكري عشان مدام نهله الله يرحمهه مش هنا تقدري تستفردي بيهم لوحدك و تعملي اللي انت عايزاه 

مريم ،، ايه اللي انت بتقولي ده ،، هو انت فاكراني زيك 

يارا ،، انت تطولي تبقي زيي ده في احلامك ،، بصي لنفسك في المرايا عشان تعرفي انا مين و انت مين 

مريم بضيق،، انت وحده مش محترمه و انا مش حرد عليكي 

وفي هذه الاثناء دخلت اماني اللتي جائت لتزور رندا وتعزيها و اندهشت يارا لرؤيتها 

يارا،، برافو كمان جايبه باقي عيلتك انتو فاكرين انهم فاتحينهه سبيل

ادهم،، بتعب ،،يارا اسكتي خالص مش عايز اسمع ولا كلمه انت حتهيني ضيوفي كمان

يارا،، و هم دول ضيوف دول ناس جايه تشحت 

اماني ،، اخرسي انت فاكره نفسك ايه و ازاي تتكلمي معانا كده 

يارا،، انت اللي تخرسي خالص مش مكسوفة من نفسك و انت جايه تشحتي 

ادهم بعصبية ،،، امشي من هنا يا يارا برااااا

انصدمت يارا من اسلوب ادهم معها و خرجت بسرعه و هي تتوعد لمريم و اماني 

كان ادهم يحاول ان يهدئ الموقف بينهم و لكنه شعر بدوار مفاجئ و لم يستطيع الحديث معهم و تلاشت الرؤيه امامه شيئاً فشيئاً حتى سمع صوت بعيد يناديه 

اددددهم !!!!!!!!
تعليقات