
رواية قلب حبيبتي الفصل السادس6والسابع7 بقلم ماما سيمي
جلست تالا صباحا في كافية جامعتها تحتسي النسكافية مشروبها المفضل تنتظر بدء موعد محاضرتها الأولي لاحظت مجموعة من الفتيات يتخاطفن مجلة من أيد بعضيهم لرؤية ما بها ضحكت تالا علي أفعالهم جاءت فتاة مسرعة وهي تحمل المجلة بعد أن أستطاعت أن تخطفها منهم وجرت بها نحو تالا
هناء: شوفتي يا تالا القمر ده الكلية كلها ملهاش كلام غير عليه مش بس الكلية دي الجرايد والمجلات وكمان السوشيال ميديا
تالا وهي تنظر للصورة بالمجلة: ده مازن العزيزي
هناء: أيه ده أنتي تعرفي مازن العزيزي
تالا: أه أعرف
هناء بسعادة: أنتي بتتكلمي بجد يعني شوفتيه وجها لوجه
تالا بأستغراب: أه شوفته ودي فيها ايه
هناء : فيها أيه أحكيلي هو حلو كدا زي ما بطلع في الصور الطول والعرض والملامح الشرقيه الجميله هو كدا فعلا ولا الصور معمول ليها فوتوشوب
تالا بابتسامة: بالعكس هو أحلي كمان من الصور
هناء: اه ياني يامه ممكن تعرفيني بيه يا تالا
تالا بأستغراب: أعرفك بيه ليه
هناء: وحياتك ما هياخد في إيدي غلوه غير ويكون طالب إيدي وأبقي بقي مرات مازن العزيزي علي سن ورمح وفلوسه كلها تحت أمري
تالا بضيق: يعني عاوزه تتجوزيه عشان فلوسه مش عشانه هوه
هناء: لأ طبعا دا أنا بموت فيه من زمان ده حلم كل بنت هنا بصي كدا علي البنات وهما هيمين في صوره في المجلات دا أحنا مبنشتريش المجلات الإ علشان نجمع صوره منها وبعدين لما أتجوزه كدا كدا فلوسه هتبقي فلوسي
تالا بغيره: ريحي نفسك هو كدا كدا مبيفكرش غير في مراته الله يرحمها
هناء: مش عارفه هو هيفضل حزين عليها لغاية أمتي المفروض يشوف نفسه بقي
تالا: الحب الحقيقي من الصعب أنه يتنسي مهما بعد صحبه أو حتي مات علي رأي محمد فؤاد الحب الحقيقي بيعيش يا حبيبي بينسينا أمبارح ويخلينا نسامح هههههههه
هناء: هههههههههه أنتي باقيتي شاعره بقي
تالا: اه شاعره قوي
هناء: تالا حبيبتي ممكن اطلب منك طلب
تالا:مممممم حبيبتي أه علي العموم أطلبي
هناء: ممكن تعرفيني علي مازن
تالا بضيق: هو مازن ده صاحبي ولا قريبي
هناء: مش أنتي تعرفيه
تالا: أه أعرفه يبقي مدير أخويا في الشغل وصاحب الشركة يعني مش أعرفه شخصيا
هناء: مش مهم أبقي أعملي أنك راحه تزوري أخوكي في الشغل وأبقي خديني معاكي وانا هتصرف
تالا بضيق وهي تحمل حقيبتها وكتبها: أنا مبروحش لاخويا الشغل وسيبك من شغل المراهقة دي بقي سلام أنا راحه المحاضرة بتاعتي
هناء بضيق: كدا ماشي يا تالا بس أنا مش هسكت ولازم أقابله يعني لازم أقابله
حدثت تالا نفسها وهي ذاهبه الي مدرج محاضرتها هي الحكاية نقصاكي يا هناء قال أعرفك علي مازن عبيطه قوي البنت دي دا أنا الود ودي أبعد كل البنات والستات عنه اه يانا يا غلبي هههههههه أنا قربت أتجنن وبقيت بكلم نفسي يارب تفتح قلبو من ناحيتي ويحس بيا انت قادر على كل شيء
جلس حسين في شرفة منزله يفكر في حال أبنته التي كانت بين ليله وضحاها تصارع الموت ثم منّ الله عليها بالشفاء بعد أن نقل لها قلب فتاة جاءت متوفاه أثر حادث أليم حدث نفسه
حسين لنفسه: أنا مش عارف تالا جرالها أيه كانت زي الوردة المفتحه جمال ورشاقة وحيوية زي الفراشه الجميلة بتنقل الفرح والسعادة في كل مكان تحط فيه وفجأة تعبت وقلبها ضعف ودبلت والدكاتره متوقعين موتها في أي لحظة لو ملقيوش قلب سليم ينقلوه ليها وهي خلاص بتصارع الموت ربنا يكتب ليها الأجل وتعيش هو صحيح البنت اللي خدوا قلبها كانت لسه شابه وصغيره بس أجلها قصير دي اللي يتقال فيها مصائب قوم عند قوم فوائد موتها بالنسبة لأهلها كان مصيبه وأبتلاء وكان لينا أمتداد حياه لتالا بس ده قضاء الله ولا رد لقضاءه أن لله وأن إليه راجعون وبرغم أن تالا تعافت وخفت بس مرجعتش تالا بتاعت زمان رجعت واحده تانيه بحس أنها نصها تالا والنص التاني بستغربه لاني مشفتهاش بيه قبل كدا علي طول حزينه وساكته وقفله علي نفسها بسيط لما بتبقي تلا بنتي اللي أنا أعرفها أنا مش عارف أعمل أيه عشان ترجع لطبيعتها أنا لازم اقعد معها واشوف مالها فزع حسين حينما وضعت يد علي كتفه فجاءه
تالا: بابا حبيبي أنا أسفه أنت أتخضيت مش قصدي واللهي
حسين بابتسامة حانيه: ولا يهمك يا قمر أنا اللي كنت سرحان ومخدتش بالي أنك جيتي
تالا: وسرحان في أيه يا جميل حب جديد ولا ايه سونسن
حسين: هههههههه حب جديد لأ ريحي نفسك انا بعد أمك قلبي أتقفل خلاص مفيش واحده غيرها تملي عيني
تالا بشرود: يعني ممكن مازن يقفل قلبه بجد وميفكرش فيا زي بابا ما قفل قلبه بعد ماما
حسين ضاما تالا إليه: الجميل بيفكر في أيه
تالا وهي تنظر لوالدها: بابا هو كل راجل مراته بتموت بيعيش علي ذكرها ويفضل وافي ليها طول عمره زي حضرتك
حسين بتفكير: بتسألي ليه يا حبيبتي
تالا وهي تهز رأسها بحيره: مفيش يعني من باب العلم بالشيء بس
حسين: مش شرط يا حبيبتي وبعدين ممتك ماتت من سنتين يعني سابتني وانا كبير وعجوز مينفعش في السن ده أدور وأقول يا جواز أنا عندي ٦٥ وبعدين انا وممتك قعدنا فتره تيجي ١٠ سنين علي ما جبنا أسر وكان السبب مني وهي أستحملتني وصبرت معايا لغاية ربنا ما منّ علينا بيكي أنتي وأسر
تالا: بس أنا سمعت عن ناس عواجيز بعد ما مراتتهم بتموت بتجوزوا بعديهم وكمان سمعت عن شباب مبيردوش يتجوزا خالص ويفضلوا أوفياء زي حضرتك كدا
حسين: ما هو علشان كدا بقولك مش شرط ممكن يبقي عجوز ويتجوز وشباب ويرفض الجواز علي حسب كل واحد وحبه لمرأته
تالا وهي تهز رأسها باقتناع: عندك حق يا بابا
حسين: تالا أنا كنت عاوز أقعد معاكي وتصارحيني باللي فيكي مالك حسه بأيه أنا شايفك متغيره وكل ما أسألك مالك تتهربي من انك تصارحيني بالحقيقة وخلي بالك المرادي مش هسمحلك تهربي مني لازم أعرف مالك ماشي يا نور عيني
تالا بحزن: أنا مش عارفه أقول أيه وحضرتك هتستوعب كلامي ولا هتفهمني غلط
حسين بحب : عمري ما هفمك غلط بالعكس أنتي بنتي اللي أنا واثق من أخلاقها
تالا بتردد: حاضر يا بابا هقولك على كل حاجه عشان مش حابه أخبي عليك أنت بالذات بص هي الحكاية بدأت معايا من بعد العملية لما بدأت اشوف مواقف زي ذكريات كدا بس مش بتاعتي معشتهاش واشوف ناس غريبه مشفتهمش قبل كدا ويجي علي بالي كلام معرفش جه أزاي وافضل أقوله
حسين: يعني بتشوفي ذكريات حد تاني مش كدا
تالا وهي تهز رأسها: أيوه يا بابا
حسين: أعتقد كدا أنها علي الأرجح ذكريات البنت الله يرحمها المتبرعة بالقلب ليكي صح
تالا: صح
حسين: والكلام اللي بتردديه زي ايه
صمتت تالا وتورد وجهها خجلا من أن تردد الكلام أمام أبيها
حسين متفهما: متخفيش ومتتكسفيش أنا عايز أسعدك تتخلصي من اللي أنتي فيه
تالا: هو هو كلام يعني
حسين مشجعا أيها علي مواصلة الحديث: قولي يا حبيبتي متخفيش
تالا بحرج: كلام حب يعني من واحده لجبيبها أو جوزها
حسين: ماشي مفيش مشكله قولي عشان اقدر أساعدك
تالا بحرج : هي اللي بتقول مش انا فاهمني الكلام ده جمل بسيطه زي مازن قلب توته وأنه حياه نفسها تعيشها وحاجات زي دي
حسين متفهما: ومازن يبقي جوزها صح
تالا: أه جوزها
حسين بحيره: بس ممكن يكون مازن ده متجوز دلوقتي دا عد يجي اربع سنين وزياده علي وفاة مراته
تالا: لأ مش متجوز وعايش وافي لذكري مراته
حسين وهو يعقد حاجبيها: وأنتي عرفتي منين
تالا: أصل هو طلع صاحب الشركة اللي شغال فيها أسر أخويا
حسين: أيه مازن العزيزي هي مرات مازن تبقي صاحبة القلب اللي أتنقلك
تالا: اه هي
حسين: قوليلي هنا عرفتي أن مازن ده هو اللي مقصود أزاي
تالا: من الذكريات اللي كانت بتجيلي معرفش ازاي بس أكنها شريط سينما قدامي وشفت مازن فيها قبل ما اشوفه في الحقيقة ويوم فرح أخته مريم لما حضرته مع أسر من حوالي أسبوعين أنصدمت لما شوفته وهو كمان حسيته مصدوم لما شافني معرفش ليه
حسين: تعرفي أني دخلت علي النت وبحثت كتير عن حالات زي حالتك طلع في فعلا بعض المرض مش كلهم مشابهين لحالتك أشتكوا من أنه مثلا حبوا حاجات كانوا بكرهوها قبل العملية وبردو شافو الذكريات زيك واتعمل دراسه علي الحالات دي
تالا: انا كمان دخلت وعرفت اللي حضرتك بتقوله دلوقتي والدراسه اللي العلماء عملوها وصلتهم أن قلب الأنسان له ذاكره بيحفظ فيها الذكريات بتاعت صحبه وبتفضل معاه حتي بعد ما يموت وان القلب هو اللي بيوحي للعقل بحفظ الذكريات دي عشان كدا القلب بعد ذرعه بيطلع نسخة الذكريات ويوحي بيها للعقل عشان يفكر صاحبه بيها بس في الحاله دي بيكون له صاحب جديد لا شاف الذكريات دي ولا عاشها
حسين: وتوصلوا كمان وعرفوا ليه الفراعنة لما كانوا بيحنطوا الجثث مكنوش بيطلعوا القلب من الجثه بيسبوه جوه الجسم مع أنهم كانوا بينزعوا المخ وباقي أحشاءه عشان الفراعنه عرفوا أن القلب متحكم في الجسم مع العقل وهو اللي بيحمل الذكريات ولما يبعثوا تاني الواحد كل ذكرياته ترجعله عشان قلبه موجود فيه
تالا: الظاهر حضرتك عملت دراسة موسعه علي موضوع ذرع القلب ده
حسين: اه طبعا وكمان موضوع القلب ده ذكر في القرآن
تالا: ازاي
حسين: ربنا قال في كتابه الكريم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (بسم الله الرحمن الرحيم)(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال: 1
الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28.
ويقول أيضاً: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) الحج: 53-54. ( صدق الله العظيم)
تالا مستفسره: ممكن تشرحلي يعني أيه
حسين بابتسامة: اه طبعا ربنا سبحانه وتعالى هنا حدد عمل القلب ووظيفته فالقلب هنا يطمن ويخشع ويمرض ويقسو ويخاف وده يبين أن المتحكم الرئيسي في مشاعر الإنسان هو القلب وطبعا الأنسان عباره عن مشاعر سواء إيجابية أو سلبية
تالا: تعرف يا بابا أني كمان في حجات في الأكل مكنتش بحبها وسبحان الله حبيتها جدا وبقيت مدمنها كمان
حسين: هههههه في دي عندك حق زي الفراولة مثلا مكنتيش بتحبيها ودلوقتي بقيتي مدمنه خصوصا لما تبقي بالقشطة
تالا: هههههههه عندك حق يا بابا والفراخ كمان مكنتش بحبها حبيتها جدا خصوصا وهي محمره
حسين: تعرفي أن في كمان ذاكرة للخليه زي الكمبيوتر كدا بتسجل المواقف اللي الأنسان بيعشها وتحفظه وترجع تذكره ليها بعد كدا
تالا: أه أنا قريت كمان عن موضوع الخليه ده
حسين : وناويه علي أيه يا قمر
تالا بيأس: مش عارفه بس مش قادره أتحكم في قلبي قصدي قلب تولين مرات مازن مش شايف غيره نفسي أقدر اتحكم فيه وكل لما أحاول ابطل التفكير فيه قلبي يوجعني
حسين: وليه متحاربيش لغاية ما تستعيدي حبك وحبها اوعي تبقي ضعيفه وتستسلمي لغاية ما تيجي واحده تانيه وتاخده منك بس كله في حدود الدين والأخلاق الحميدة فهماني
تالا: فاهمه طبعا يا بابا وأنتي عارف أخلاقي بس للأسف مش هينفع مازن قافل قلبه ومش ممكن يفتحه لحد بعد تولين
حسين: هو يعرف بموضوع نقل القلب
تالا: لأ طبعا ومش لازم يعرف دلوقتي.
الجزء السابع
تالا: لأ ميعرفش يا بابا
حسين: طب مين اللي وافق على نقل القلب لو هو ميعرفش
تالا : أنا لما سألت عصام مقليش
حسين: أنتي روحتي لعصام سألتيه
تالا: أيوه يا بابا بعد ما شوفت مازن في الفرح وعرفت أنه حقيقي كان لازم أقطع الشك باليقين لأني كنت هتجنن
حسين: بس غالبا مش مازن هو اللي وافق علي نقل القلب حبه لمراته يخليه يرفض
تالا: وبعدين مازن كان مصاب هو كمان وعنده كسور كتير في جسمه هو حتي محضرش دفن مراته ولا خد عزاها مروان أبن عمه أتكفل بكل ده طنط صفية ممته هي اللي قالتلي في فرح مريم
حسين: أكيد اللي وافق على نقل القلب واحد من أتنين يا مروان يا الست والدته
تالا: كلامك منطقي يا بابا أحتمال كبير أن حد منهم هما الأتنين
حسين: علي العموم مش عايزك تتعبي نفسك ومتشليش اكتر من طاقتك وان شاءالله ربنا يكتبلك الأفضل قومي أتوضي وصلي يا حبيبتي وأدعي أن ربنا يفرج كربك
وأنا كمان هقوم أصلي وادعيلك
تالا: ربنا يخليك ليا يا حبيبي انا هقوم أصلي بعد أذنك
حسين في نفسه: يارب أنت عالم بيها وباللي قاسته ارفق بيها واجعل ليها من كل ضيق فرج ومن كل هم مخرجا أنت القادر على كل شيء
رجع مازن منزله بعد أن أنهك نفسه في العمل وبالكاد يستطيع المشي وجد والدته تجلس بأنتظاره في ردهة المنزل جلس بجانبها ونام علي الأريكة واضعا رأسه علي فخذ أمه وهو مغمض العينين
مازن: وحشتني قوي يا قلب مازن
صفية بعتب: لو كنت وحشتك وقلبك زي ما بتقول مكنتش تشحتف قلبي عليك كدا
مازن: أنا عملت ايه بس يا ماما
صفية: مش عارف انت بتطلع من الساعه تمانيه الصبح ويوم ما ترجع بدري زي النهارده تبقي جاي الساعة تسعة ١٣ ساعة شغل يا مازن حرام عليك نفسك أن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فا أعطي كل ذي حقاً حقه مش النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي وصانا بكدا
مازن: عليه أفضل الصلاة والسلام ماما أنتي عارفه أني بنسي حزني في الشغل هو الحاجه الوحيده اللي بفرغ فيها طاقتي
صفية: لغاية أمتي يا حبيبي قربنا من خمس سنين علي الحادثة وانت مش عاوز تنسي بقي تولين بنت أختي وبنتي وحزنت عليها حزن يكفيني عمري كله بس هعمل ايه لاحزني عليها هيرجعها ولا قلة حزني هتخليني انسها لحظه واحده ده نصيبها ربنا كاتب ليها تموت كدا والحي ابقي من الميت أنا خايفه عليك العمر بجري بيك أنت السنادي عندك ٣٠ سنه يعني مش صغير يدوب تفكر تجبلك حتة عيل يشيل أسمك ويشيلك لما تكبر
مازن محاولا تغير مجري الحديث: أنا جعان ومتغدتش عشان أجي أكل معاكي خلي فردوس تجهز الاكل عشان ناكل سوي
صفية وهي تهز رأسها بيأس: كل لما أفتحك في الموضوع ده لازم تغير اتجاه الكلام ماشي يا مازن هعديها بمزاجي وانا اللي هقوم أجهزلك الأكل يا حبيبي بس لازم تعرف أني مش هسكت كتير ولازم توضع حل ليك
ثم تركته وغادرت الي غرفة أعداد الطعام
مازن ماسحا وجهه بيديه وهو يستغفر ربه قام من مكانه صاعدا لأعلي لتبديل ملابسه وهو يحدث نفسه
مازن لنفسه: ليه يا ماما مش عاوزه تفهمي أني لا يمكن أكون لحد غير تولين ولا قلبي يحب غير قلبها هي الوحيدة اللي قدرة تحرك مشاعري وأستحوذت علي كل احاسيسي ليها لدرجة أني مش قادر أشوف غيرها
نفسه: أنت كداب يا مازن لأنك قدرت تشوف غير تولين شوفت تالا شوفتها في أحلامك قبل ما تشوفها في الحقيقة ولما شوفتها أتشديت لها
مازن صارخا بداخله لنفسه : لأ هي بس عشان فيها شبه من تولين وكلامها زيها بس
نفسه: يعني شوفتها وقارنتها بتولين فوق لنفسك يا مازن تولين متستهلش أنك تخونها دي حب حياتك كله متسمعش كلام حد مهما كان فاق مازن من حديثه مع نفسه علي صوت والدته تناديه من أجل تناول الطعام قام من مجلسه لكي يكمل تبديل ملابسه ثم يلبي نداء والدته ويتناول معها الطعام
في ڤيلا مروان العزيزي وبعد رجوعهم من شهر العسل بعد قضاءة في أيطاليا
مروان وهو يجلس علي مائدة الطعام: المفروض كنا أتصالنا بماما صفية ومازن جم يتغدوا معانا النهاردة
مريم وهي تضع الأطباق علي الطاولة: هههههههه أعتبرهم أتغدوا معانا اصلا الأكل ده كله جاي من عند ماما
مروان: أيه ده وانا اللي بقول مراتي حبيبتي واقفه من الصبح تعملي الاكل اللي بحبه
مريم: نعم أنت عاوزني وانا لسه في شهر العسل أقف اعمل محشي وبانيه وحمام محشي وبط محشي وأيه ده أستني لما أشوف ده أيه اه طاجن بامية باللحمه ليه أن شاء الله
مروان غامزا بعينه: ههههههههه يعني من باب الشفقه حتي بلاش الحب
مريم: أه حب أه بأمارة شهر العسل اللي أختصرته لعشر أيام بس واقولك عاوزه اشوف مصارعة الثيران تقولي مرة تانيه
مروان وهو يهز رأسه: بالذمه في واحده في شهر عسل تطلب تشوف مصارعة الثيران
مريم بثقه: أه طبعا فيه
مروان بتعجب: مين دي أن شاء الله
مريم بثقه زائدة وهي تشير الي نفسها: أنا طبعا
مروان: فعلا لازم تكون أنت واحده دماغها لاسع أنا ايه اللي خلاني أتجوزك
مريم بعظمه وهي تشد علي ياقة منامتها الحرير: دا انت حفيت ورايا يا بني عشان اوافق أنت نسيت عملت ايه ولا أفكرك
مروان: كنت مغفلا علي رأي عبدالمنعم مدبولي
مريم وهي تهم بالمغدره: خلاص خلاص ولا مغفل ولا مش مغفل أنا ارجع لبيت بابا أحسن وكدت تبقي صلحت غلتطك
مروان ساحبا أيها من يدها ثم أجلسها علي قدمه: لا أحنا متفقناش علي كدا أحنا نزعل من بعض نخاصم بعض وأنتي هنا في بيتي وفحضني فاهمه أنتي مش بس بنت عمي ومراتي أنني حياتي وعمري وكل أهلي أنا من غيرك ولا حاجه أموت لو فكرتي تسبيني فاهمه، ثم دفن وجهه في صدرها يشتم رائحة الأمان والدفئ بها
مريم وهي تحتضنه: أيه يا مروان أنت صدقت ولا ايه أنا بهزر علي فكرة وبعدين مش انت مغفلا ولا غيرت رايك
مروان ومازال واضعا رأسه علي صدرها: كنت مغفل علي كل يوم ضاع من عمري وانتي بعيده عني أنا من غيرك ولا حاجه أوعي في يوم تسبيني فيه لأن ده هتبقي نهايتي أوعي تقولي أسيبك دي تاني حتي لو بهزار ماشي
مريم وهي تحتضنه بشدة: متقولش كدا أنا لا يمكن أقدر أبعد عنك دا أنت حياتي وعمري كله ربنا يخليك ليا يا نور عيوني
شدد مروان من أحتضانها متنفسا عبقها بقوة عله يطفئ لهيب قلبه المشتعل بحبها
مريم بمرح وهي تنهض من علي قدمه : طب يلا بقى نأكل الأكل هيبرد وميبقلوش طعم وده أكل ماما يعني ميتسبش
مروان مبتسما لها: أنتي هتقوليلي علي أكل ماما صفية دا حاجه تدرس في كتب
شردت مريم وهي تتناول طعامها لاحظ مروان شرودها وعبثها في طبقها دون تناولها لشئ
مروان مربتا على يدها: مالك يا قلبي سرحتي في أيه
مريم ظافره بقوة: ماما قلقتني قوي علي مازن بتقولي من يوم فرحكم وهو بيرجع من الشغل متأخر ومهدود حيله وأغلب الوقت سرحان ومش داري بنفسه مش عارفه هو بيعمل في نفسه كدا ليه هو اول واحد ولا أخر واحد مراته تموت
مروان: تولين بالنسباله مكنتش زوجه وبس تولين حب عمره كله فاهمه يعني ايه صعب قوي عليه أنه ينساها وبعدين ملحقش يتهني معها يدوب كام شهر بعد جوازهم بصراحة الله يكون في عونه
مريم وهي تنظر له بحب: هتزعل عليا لو جرالي حاجه يا مروان زي مازن ما زعلان علي تولين
مروان بغضب بعد أن وقف منتفضا راميا منشفة الطعام خاصته علي طاولة الطعام بقوة: أنتي ليه مصره تزعليني وتخوفيني لو سمعت منك الكلام ده مره تانيه صدقيني مش هتشوفي وشي تاني فاهمه
أسرعت مريم ترتمي بحضنه : خلاص أنا أسفه مش هقول كدا تاني بس متزعليش مني ولا تفكر تسبني حقك عليا
مروان بخوف وهو يرفع وجهها له: عشان خاطري متقوليش الكلام ده تاني انا بترعب كل ما فكرة غيابك عني تيجي في بالي ماشي
مريم وهي تهز رأسها بالموافقة: ماشي يا حبيبي
مروان : توعديني يا حيات روحي
مريم: اوعدك يا عمري كله .