رواية ما بين العشق والقدر الفصل الاول1والثاني2 بقلم هند صقر


 رواية ما بين العشق والقدر الفصل الاول1والثاني2 بقلم هند صقر 


أحست بثقل خفيف فوقها ويد صغيرة تقوم بمداعبة ارنبة انفها ففتحت عينيها ببطء لتطالع عينيه الصغيرة وهي تنظر اليها ببراءة  فازحته قليلا برفق لتعتدل في جلستها وهي تفرك عينيها لتزيل اثار النعاس 


 نظرت اليه ثم مدت يدها نحو خصره لتقوم بمداعبته فتعالت ضحكاته ليعلم بقية القاطنين بالمنزل  استيقظها ابعدت يديها ثم نظرت اليه بترقب حتي هدءت ضحكاته تماما فمدت يدها اليمني نحوه فاستجاب الصغير معها وهو يمد يده اليمني هو الاخري لتستقر بيدها ليقوم الاثنان معا بتحريك يديهما بحركات مدروسة  للقيام بتحية الصباح الخاصة بهما هما فقط 

ليبتسم الصغير بعدها ليقول :صباح الخير حوري


داعبت حور شعره لتقول بابتسامة واسعة :صباح الفل والورد والياسمين علي أحلي اندومي في الدنيا


فطالعها الصغير بعبوس ثم اردف بتصحيح :لاء حور ماما تقول انا رجل البيت صح... يبقي انا ادم  مش اندومي... فمينفش تقوليلي اندومي ماشي


فانتصبت حور واقفة مولية ادم ظهرها  لتنظر اليه من فوق كتفها  بخبث قبل ان تردف بسعادة مصطنعة وكأنها تحدث نفسها بصوت مرتفع  :ايه ده.. الله...  يعني الشكولاته اللي هجبها النهاردة هتبقي ليا انا و بس.. عشان اندومي خلاص كبر وبقي ادم 


فهب ادم واقفا ليقفز من علي الفراش محتضنا حور من ظهرها ليردف بنفي :لاء.. لاء.. حور خلاص... اندومي بيحب حور عشان هتجبله شكولاته


فجذبته حور من خلفها لتحمله بين يديها مردفة وهي تنظر اليه رافعة احد حاجبيها قائلة باستغراب :ماشي ياعم الننجا.. دلوقتي اعترفت انك اندومي مصلحجي كبير 


فابتسم لها ببراءة فاحتضنته حور بقوة لتطبع قبلة حانية علي جبهته قبل ان تردف بمرح:يلا بينا نخرج بسرعة لحسان شوية كمان هنلاقي طمطم وقفالنه بالعاصية 


فضحك ادم ليردف وهو يهز رأسه موافقا:اه يلا بسرعة حور 


حور رياض نجم :فتاة في العشرين من عمرها قصيرة القامة  خمرية البشرة وعيون عسلية انف رفيع و فم صغير تمتلك شعر بني طويل  مموج يزينه حجاب  تدرس في كلية الالسن قسم ايطالي من أسرة متوسطة الحال 


...............................


مرح صخب يسرى في الارجاء أصوات مختلفة لكنها محببه وصاحبة العيون العسلية تجذبه من يده وتتحرك وهو خلفها كلمغيب الي اللامكان ولكن لحظة الاصوات انخفضت فجأة ودوى صوت مألوف طغي علي بقية الاصوات ليستطيع أفاقته نعم بالتأكيد هذا صوت هاتفه هذا الهاتف اللعين الذي لا يفتأ عن تخريب أحلامه ففتح عينه ببطئ  ليقوم بإزالة  الغطاء الخفيف من فوقه باهمال وهو يتكأ بجزعه متخذا وضع الجلوس ثم مال بجسده علي الكمود بجواره ليتناول هاتفه وقد تقوس فمه بابتسامة مشرقة عندما شاهد هوية المتصل تزين شاشته فضغط زر الرد وهو يقول بنبرة عذبة :صباح العسل علي ست الكل 


فاجابه الطرف الاخر :صباح الهنا يا حبيب أمك.... ايه يا ضناية شكلي قلقت نومك بس انت كنت قيالي ان النهاردة أول يوم ليك في الجامعة الجديدة... خوفت تتأخر قولت أرن أصحيك


فأجابها بهدوء :متقلقيش يا سمسمة  انتي عارفة مواعيد ابنك.... علي العموم مفيش محاضرات النهاردة انا لسه معرفتش جدولي


فاجابته والدته بخجل من موقفها :يقطعني قلقت منامك علي الفاضي


فاجابها بمجاملة :انت تقلق منام اي حد براحتك يا باشا.... وبعدين كويس انك صحتيني لاني عندي مشوار كدا قبل ما اروح الجامعة 


فردت عليه بنبرة صادقة :ربنا ييسرلك حالك يانور عيوني ويوقفلك ولاد الحلال دايما.. بس اوعي تخرج قبل ما تفطر.... مع  اني مش عارفة ايه لازمتها انك تبعد عني تاني ... احنا الحمد لله ميسورين ومش محتاجين فلوس ولا حاجة....


فقاطعها باعتراض:ياحبيتي مش ان قولتلك قبل كدا انه مش موضوع فلوس ولا حاجة... يعني مش مكفيكي ان ابنك دكتور جامعي 


فابتسمت وهي تجيبه بفخر :هو انا علي لساني غيرها ده انا بتباهي بيك بين كل البلد....بس انت لو تريحني وافرح بيك وتتجوز واحدة تخلي بالها منك في غيابي 


لا يردري لما ظهرت تلك العيون العسلية في مخيلته ولكنه نفض أفكار سريعا ليرد عليها محاولا استمالتها:قولتلك قبل كده اني مش هرضي غير لما لاقي واحدة حلوة زيك انت ياجميل كدا 


فمصمصت شفاهها وهي تقول بتبرم:يوووه بقي ياسيف.... هو انا عمري ماهعرف اغلبك في الكلام كده ماشي ياحبيبي اللي يريحك... بس انا كان نفسي أفرح بعيالك قبل ما أمو....


فقاطعها بضيق من الفكرة :بعد الشر عليكي ياقلبي... متقوليش كده تاني لازعل منك


فابتسمت وهي تقول بحب :ربنا يخليك ليا ياضناية.. يلا بقي مع السلامة... أسيبك تشوف هتعمل ايه... بس اوعي ياسيف تخرج قبل ما تفطر


فابتسم ليقول :ماشي ياحبيتي مع ألف سلامة


أغلق هاتفه و قام بوضعه في مكانه السابق باهمال وهو يتحرك تاركا سريره 


..................................... 


-صباح الخير 

القت حور جملتها وهي تضع ادم علي احدي المقاعد الملحقة بطاولة السفرة الصغيرة ثم اتجهت لتجلس علي مقعدها لتمد يديها تلتقط احد ارغفة الخبز الموجودة في الطبق المستدير ولكنها سحبت يديها بعد تلقي ضربة خفيفة عليها فصاحت بتزمر :ايه ياماما بتضربي ليه


فنظرت اليها والدتها لبرهة ثم عنفتها بضجر قائلة:علي طول همك علي بطنك مش تستني أختك تيجي ونفطر كلنا سوا


فتلفتت حور برأسها وهي تقول باستفسار:صحيح مختش بالي... فين حياة


فاجابها صوت هادئ يقول من خلفها:انا جيت اهو ياست حور.... عشان عارفة لو اتأخرت شوية كمان هلاقي الفطار في خبر كان


حياة رياض نجم :28 سنة متوسطة الطول ذات بشرة خمرية وعيون بنية فاتحة شفاه مكتنزة وجبها عريضة شعرها اسمر متوسط الطول تحفظه بحجاب 


مطت حور شفتيها بتبرم وهي تشاهد اقتراب شقيقتها لتجلس علي مقعدها المعتاد فصاحت باستنكار :معرفش ليه كلكم محسسني اني مفجوعة مع اني ما بكلش كتير ولا حاجة ثم اني سامبتيك وانتو حتي مش عارفين تبقوا ذيي اساسا


فالتوي فم حياة بابتسامة جانبية  متهكمة  فنظرت اليها حور بغيظ ثم التفت برأسها للصغير لتسأله مستنجدة :قولهم انت يا دومة  بذمتك حور حبيبتك بتاكل كتير ذي ما بيقولوا


فنظر اليها الصغير ليجيبها ببراءة :حور انتي بتقوليلي علي طول اني مينفعش أكدب


فقهقهت حياة عاليا ثم نظرت الي ادم مردفة بابتسامة:حبيب مامي ايوة كدا شطور اوعي تكدب ابدا 


فهز الصغير رأسه موافقا ثم نظر الي حور باعتذار فانتصبت حور واقفة  وهي تصيح بحزن مصطنع :حتي انت يا اندومي.. كل حلفاؤك خانوك يا ريتشارد... خلاص لو انتوا شايفين كدا فمش  عايزة اكل سديتوا نفسي 


التفت بجسدها للتحرك مبتعدة وما لبثت ان تراجعت لتستدير   لتعدل مقعدها لتجلس مرة أخرى وهي تقول ببرود :كنت حابة اقول ان مهمتكم في افساد اكلي نجحت 


استرسلت وهي تمد يديها لجذب الخبز لتقطع منه لقيمة صغيرة لتطمسه في طبق الجبن قبل ان تضعه في فمها لتقوم بمضغه بمنتهي الهدوء ثم اردفت بعد ان رفعت رأسها وقد  زينت ثغرها بابتسامة باردة :بس لاسف انا جعانة.. ولازم البي نداء معدتي الحبيبة


فضربت والدتها كف بكف وهي تقول باستهجان :عمرك ما هتكبري.. هتفضلي طول عمرك عيلة 


فابتلعت لقمه عالقة بحلقها قبل ان تجيبها وهي تبتسم بتصتنع :مرسي ياماما والله كلك زوقك


فهزت فاطمة اكتافها بسأم ثم شرع الجميع  في تناول الطعام بهدوء حتي قطعته حياة وهي تقول بتحذير :ادم حبيبي انا هروح الشغل دلوقتي فخليك عاقل كدا وشطور ومتزهقش تيتا


فأومأ ادم برأسه ليقول بابتسامة :ماتخافش ياماما انا شطور وهقعد مؤدب ومش هزهقك تيتا خالص


فاقترب منه لطبع قبله حانية علي جبهته ثم ودعت الجميع لتنطلق الي عملها


بينما نظرت فاطمة الي حور باستغراب لتسألها قائلة باستفسار :انت مش عندك كلية ولا ايه


فرفعت حور رأسها لتقول بنفي:لاء معنديش كلية السبت ... بس هروح لنجلاء بقالها أربع ايام  ماجتش الكلية وبتردش علي التلفون قلقتني فهرن عليها ولو مردتش هروحلها شقتها  اكيد جوزها هيكون في الشغل دلوقتي 


فأومت والدتها موافقة علي مضض 


.......................


وقفت أمام المرآة لتنظر الي وجهها المتلئ بالكدمات والجروح فشهقت بالم وترقرقت الدموع من عينيها لتنزل تلك القطرات المالحة ببطئ علي  جروحها  فتذداد تأوهاتها ولكن  الالام التي  بجسدها لا تقارن ولو بالقليل من الم قلبها.... تتذكر احداث اخر سنة من زواجها فيشتعل قلبها من الالم لقد تحطمت لقد حطمها وسبب لها بجرح لم يكتشف له علاج وضعت يديها علي قلبها محاولة اخماد الامه ولكن اخر ذكرى تجمعهما لا تنفك من الظهور امام عينيها وكانها مازلت مستمرة حتي الان ولما لا فبقايها مازلات عالقة في جسدها قبل عقلها فكلما نظرت الي المرآة وتشاهد مظهرها وجروحها الحديثة تتسلل الذكري بدون استئذان وكانها مشهد سنيمائي 


فلاش باك


سمعت باب الشقة يغلق بقوة فهبت واقفة في مكانها لتهندم من ملابسها وهي تلقي نظرة سريعة علي نفسها امام مرآتها قبل ان تتجه بخطوات اشبه بالركض صوبه فرائته قد تحرك للداخل ليلقي بحقيبتها الجلدية على احدي الارائك بعشوائية فاقتربت منه لتردف  بهدوء وهي ترسم ابتسامة واسعة محاولة امتصاص تعبه :حمد الله على السلامة ياحبيبي.. هتتغدا ولا هتاخد شاور الاول


فنظر اليها بطرف عينه بفتور ثم اجابها باقتضاب :انا جعان... الاكل يكون جاهز عقبال ما اغير


فأومت برأسها بخنوع وما زالت تزين ثغرها بابتسامة هادئة فتخطها هو ليتحرك الي الي الداخل بدون ان يلقي ولو نظرة عابرة عليها فنظرت الي ظله الذي ابتعد بمرارة وقد تجمعت الدموع في عينيها فتصلبت في وقفتها وهي تحاول استجماع قوتها قبل ان تتحرك بخطوات ثابتة الي مطبخها لتحاول انجاز مهمة تحضير الطعام قبل انتهاءه من استبدال ملابسه وبالفعل خرج من غرفة نومه ليتحرك بتجاه السفرة ليجلس وهو يتطلع الي اصناف الطعام الموضوعة امامه بتفحص بينما اتت هي وهي تحمل بين يديها الطبق الاخير لتضعه بحرص ثم اقتربت منه لتقوم بسكب الطعام في طبقه فتناول هو أول ملعقة من الطعام ليمضغها بتأني فابتسمت هي بهدوء وقد جلست في المقعد المجاور له وبدون سابق انذار وجدته يبصق الطعام في وجهها ليقول بعدها بامتعاض :ايه العك اللي انتي مهبباه ده 


قال جملته ثم انتصب واقفا ليرتد المقعد علي الارضية ثم تحرك امام ناظريها مبتعدا فوقفت هي لفترة تحاول الاستيعاب ثم أغلقت عينيها بقهر لتترقرق دمعه وحيدة من عينيها المغلقه يتبعها سيل ليس بالقليل من الدموع ظلت علي هذا الحال لفترة قبل ان تلملم شتات نفسها وتنطلق الي حوض المياة لتقوم بغسل وجهها 


بينما كان هو جالسا علي احد الارائك الموجودة بغرفة الصالون وبيده ريموت التحكم يقوم بمطالعة التلفاز بعدم اهتمام فولجت هي الي داخل الغرفة لتقف امامه حاجبة رؤيته فحدجها بنظرة نارية وهو يهدر بحدة:وسعي 


ظلت واقفة مكانها تنظر اليه بنظرات خاوية ولم تتحرك قيد انملة فانتصب هو واقفا ليزيحها بيده بقوة فارتدت هي لتقع علي الارضية الصلبة بقوة فنظر هو اليها بلامبالاة ليرجع الي وضعيته الجالسة مرة أخرى بينما نظرت هي اليه بابتسامة جانبية وكأنها معتادة علي هذا الامر نعم هذا صحيح فهي اعتادت منه علي الفتور الجمود العنف احيانا ولكنها كانت في كل مرة تلتزم الصمت وتحاول امتصاص عصبيته وافراغ شحنة غضبه المجهولة عليها ولكنها تعبت حقا ولم تعد تستطيع التحمل اكثر من ذلك فكل مرة تمني نفسها انه من الممكن ان يتغير يوما او حتي يرأف بحالها ويلين ولكن هذا لا يحدث ابدا..... فقط الامر يذداد سواء،ولكنها اليوم لن تصمت، وتتحمل كالسابق يجب ان تجد حل قاطع لما آلت اليه الامور بينهما فاستجمعت شجاعتها لتستقيم واقفة وتتحرك  للجلوس بجواره بهدوء حذر ثم اردفت قائلة وهي تنظر اليه بتعمق:انت مين


...........................

يتبع


مالفصل الثاني

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


التفت برأسه لينظر الي عينيها لثواني قبل ان يلتفت برأسه مرة اخري ليقول بملل:انتي عايزة ايه 


فاردفت وقد برقت عينيها بعزم فاليوم اكون اول لا اكون :عايزة طارق.. طارق اللي حبيته واتجوزته مش اللي عايشة معاه ومش عارفة انا ايه بالنسباله..... طارق اللي كان بيخاف عليا من الهوا الطاير مش اللي بيتسبب في جرحي وتعبي ....طارق اللي في وجوده مش ببطل كلام مش اللي بخاف اتكلم معاه.... طارق اللي كان صاحبي ومخزن اسراري قبل مايكون جوزي وحبيبي.... ممكن تقولي وديت طارق فين 


كان يستمع الي كلماتها وهو يطالعها بمنتهي البردود وعند كلمتها الاخير انتصب واقفا ليطالعها بابتسامة جانبية ساخرة ليقول ببرود:خلصتي 


فنظرت اليه بنظرة منكسرة غير مصدقة فحاول هو التحرك تاركا اياها ولكنها فجأته بوقوفها امامه لتنظر الي عينيه باصرار قائلة:انت بتعمل كدا ليه 


استرسلت بنظرة منكسرة :لو كنت انا السبب في تغيرك كدا.. فانا بحررك من اي مسؤلية تخصني 


رأت تغير تعبير وجهه واهتزاز حدقتي عيناه وكأنه علم بم يجول في خاطرها فتابعت هي ولم تعلم من أين جائت كلمتها وكيف طاوعها قلبها لقول هذا ولكن سبق السيف الرمح :طلقني يا طارق 


برقت عيناه بصدمة وسؤال حائر اخذ يتردد صداه في عقله  "لماذا الان" فهذه ليست المرة الاولي التي يتعامل معاها بهذه الطريقة هو لم يتوقع استسلامها او كان يوهم نفسه بذلك ولكن قطع افكاره استكمالها في الحديث بعد ان أخذت شهيق عميق لتزفره دفعة واحدة لتردف بمرارة  :طلقني يا طارق عشان ترتاح...... فاكر.. فاكر بعد ماعرفنا الحقيقة.. فاكر ساعتها كنت خايفة اذاي انك تتخلي عني 


ابتسمت بالم وهي تتابع :بس انت ساعتها صدمتني... عيطت.. عيطت وحضنتني وقولتلي اوعي تسيبيني.. مع ان مفروض العكس انا اللي أعمل كدا... صحيح بعدها كملنا سوى عادي وكانت حياتنا طبيعية بالرغم من نظرة الحزن اللي كنت بشوفها دايما في عنيك بس كلامك وحنانك كانوا بيدوني أمل.. بس


رفعت عينيها تطالع عينه لتقطب جبينها لا تعلم ماذا تفسر نظرته تلك... يطالعها نعم يطالعها بترقب منتظر استكمالها لحديثها ولكن نظرته يوجد بها شئ مختلف لا تستطيع تميزه ولكنها لم تستسلم لابد ان تجد حلا فتابعت محاولة الثبات:طارق طلقني.. اتحرر مني واتجوز... اتجوز اللي تقدر ترجعك لطارق الاولاني... اتجوز اللي تقدر تخليك أب...


ابتلعت باقي كليمتها عندما هدر بها بغضب وقد احتدت نظرته:كفاية


نظرت الي  جسده الذي ينتفض وعيناه التي أصبحت بلون الدم فمدت يديها صوبه فازاحها بعنف فحدجته بحزن لتبتلع غصة عالقة بحلقها قبل ان تخفض  رأسها للاسفل لتتابع بالم :انا عارفة وحاسة  بشعورك...  متعرفش قد ايه كان نفسي اكون ام... حررني  لاني مش هقدر استحمل ان تكون في حياتك واحدة تانية وانا اكون موجودة... اتجوز وخلف.. كان نفسي أكون انا أم أطفالك ب..


لم يمنحها الفرصة لتكمل باقي حديثها وهي لم تحس بشئ سوي بيده المطبقة علي شعرها وهو يصرخ بها قائلا بحدة:قولتلك كفاية


صرخت بألم ومدت يديها الهزيلتين تحاول تخليص شعرها من قبضته القوية ولكن لا حياة لم تنادي فصاحت برجاء :ااااه...طارق.. ااااه... سبني 


ولكنه عوضاً عن سماعه لرجائها ظل ممسكا بشعرها يجذبها منه بقوة وباليد الاخرى أخذ يكيل لها الضربات في أنحاء مختلفة من جسدها وهو يصرخ بها بهسترية :عايزة تطلقي... عايزة تطلقي يا نجلاء... عايزة تطلقي...طب  انتي طالق.. طاااالق....طاااااالق


أخذت تصرخ بألم وهي تنظر اليه بنظرات ضعيفة متوسلة اياه لتركها ولكنه كان كلمغيب  أستمر في صراخه الهستيري وفي ضربه وتعنيفه حتي تعبت يداه وتلاحقت أنفاسه فوقف امام جسدها الهش الملقي علي الأرض وقد سالت منه الدماء لتلوث ملابسها والارضية ولكنه لم يشعر بذلك حتي ولم يستمع الي تآوهات الخافتة تحرك الي الخارج بتجاه باب شقته ليمد يده نحو مقبضه ليتحرك الي الخارج كالمجنون تاركا الباب من خلفه مفتوح

باك 


قطع حبل ذكرياتها هاتفها  الذي يرن بالحاح فوقفت مكانها قليلا بتردد ثم تحركت بتجاه وكأنها علمت بهوية المتصل


.............................


تفحص بعينه أرجاء الشقة ليتجه الي غرفة الجلوس بعدما أستمع لصوت التلفاز العالي وقف مكانه يراقبها وهي تستمع الي التلفاز باندماج 


أحست هي بوجوده فالتفت بوجهها لتطالعه وهي تقول بدون تعبير :انت جيت يا يحيى احضرلك الغدا دلوقتي ولا هتاكل امتي 


فمط شفتيه ليجيبها باقتضاب :لاء ياماما مليش نفس انا هدخل اوضتي ارتاح شوية 


فأومت برأسها بلامبالاة ثم استدارت لتقوم بمطالعة التلفاز مرة أخرى 


دخل غرفته و أغلق الباب خلفه وهو يتحرك بتجاه سريره برتابه... ألقي بجسده بطول الفراش لينظر الي سقف الغرفة وهو يتنهد بأسى فبعد عودته من سفره ورجوعه الي بيته عشهم الصغير الذي كان يجمع أحلي الذكريات التي جمعت بينهما وطيفها لم يغادر خياله... ولكنه هو الجاني الوحيد هو من فرط بها بسهولة هو من أستطاع ان يتخلي عنها فليحمل آهات الويل وحده...  فمن المحتمل ان تكون قد تزوجت الان وتمتلك اسرة وبيت وربما طفل يشبهها ويحمل نقائها أخذ شهيقا قويا ليزفره ببطء فمجرد فكرة أقتران أسمها بشخص اخر غيره يحسسه بالاختناق كمن سلبت روحه فالحق يقال فمنذ تركها له غادرته الحياة وأصبح جسد بلا روح 


"حياة"ذكر اسمها وهو يتحسس موضع قلبه وعيونه شاردة في تجميع صورتها التي لم تفارق خياله يوما 


.................................


قطع حبل ذكرياتها هاتفها  الذي يرن بالحاح فوقفت مكانها قليلا بتردد ثم تحركت بتجاهه وكأنها علمت بهوية المتصل

وبالفعل كان الاسم الذي ينير شاشته كما توقعت فرفعت الهاتف علي اذنيها بدون تردد لتستمع الي الطرف الاخر وهو يقول بغضب:نجلاء انتي فين كل ده.... بتصل عليكي تلفونك لايما مغلق لا مبترديش وكمان بتجيش الكلية.. بت يا نجلاء بترديش ليه ها.... علي فكرة لو ما كنتيش رديتي كنت هجيلك شقتك النهاردة.. بت.. نجلاء... ردي


أخذت نفس عميق محاول  ان تجيبها بثبات ولكن دموعها لم تعطي لها المجال فشهقت بالم وأخذت تنتحب بقوة


فبرقت عيني حور بصدمة لتصيح بهلع بعد ان استمعت الي صوت بكائها المفاجئ :نجلااااء.. يالهوي مالك يابت..  فيكي ايه بتعيطي ليه طمنيني.. نجلاااء


فاجابتها من بين شهقاتها قائلة بصوت متهدج من البكاء:حور.. محتجاكي.. اااوي.. انا.. عند.. مامااا


فاجابتها حور وقد تسلل القلق والخوف الي قلبها :جايلك حالا.. بس بطلي عياط قطعتي قلبي وربنا 


فلم تسمع منها اجابه سوى شهقتها وبكائها الذي يذداد روايدا روايدا  فاردفت قائلة : طب خلاص كفاية عياط.. خلاص  سلام انا جاية


أغلقت الهاتف لتسحب حقيبتها وتنطلق خارج غرفتها راكضة 

فنظرت اليها والدتها التي كانت تجلس في الصالون باستغراب ثم هتفت قائلة :بت يا حور بتجري كدا ليه.. وراحة فين


ولكن اتى جوابها... صوت باب المنزل الذي اغلق بقوة خلفها، فتنهدت فاطمة بقوة قبل ان تغمغم بحنق:ربنا يهديكي يا بنت بطني مش هتعقلي ابدا... ماشي علي العموم  حسابك معايا لما ترجعي 


.............................


أغلقت باب الشقة خلفها بهدوء ثم تحركت بخطوات متثاقلة الي الداخل القت المفتاح علي الطاولة لترتمي بجسدها علي أقرب أريكة...

راقبت حركتها وهي تنظر اليها بصمت لفترة ثم سألتها باستفسار مترقب:ايه يابنتي عملتي ايه


فاعتدلت حياة في جلستها ثم نظرت الي والدتها لتجيبها بتنهيدة  :ربنا يسهل ياماما اديني بشتغل علي قد ما أقدر وان شاء الله خير


فمدت  يديها لتضغط علي كفها بحنان وهي تطمئنها بابتسامة واثقة:انا واثقة ان ربنا مش هيضيع تعبك... وان شاء الله هتحققي حلمك وهتفذي كل تصميمك وتفتحي البوتيك اللي نفسك فيه 


فابتسمت حياة وهي تهز رأسها قائلة بتقرير:ان شاء الله 


ثم تابعت وهي تتلفت حولها باستفسار :امال فين ادم وحور


فاجابتها بتوضيح :ادام في الاوضة بيلعب  جوه 

... الابلة حور كانت قايلالي الصبح هتروح تشوف نجلاء...


 ثم مصمصت شفتيها وهي تستكمل بضيق:خرجت وهي واخدة في وشها واديها لسه لدلوقتي مرجعتش..


................................ 


وقف في شرفة منزله يتطلع الى الافق وهو يتنهد بتعب وبدون شعور التوي فمه بابتسامة عذبة عندما عبر طيفها في مخيلته بتأكيد ومن غيرها ذات العيون العسلية  تلك الكتلة من العسل التي اقتحمت حياته بدون مقدمات لتقلبها رأسا علي عقب هو سيف أحمد العطار استطاعت فتاه السيطرة علي تفكيره بل وتوجيه في كافة أمور حياته هو يعلم جيدا ان تعينه في الجامعة الحالية لم يكن سوي وسيلة يمكن بها العثور عليها او معرفة هويتها  فكافة المرات التي رأها كان في هذه المدينة بالتحديد عندما كان يقوم بتتحضير رسالة الدكتوراه خاصته  كل ما يريده هو التأكد من جدية هذا الشعور الذي يراوده دائما ووجها الذي لم يستطيع نسيانه زادت ابتسامته اتساعا عندما تذكر أول مرة شاهدها فيها تلك الحورية التي لم تترك تفكيره في صحوه او في نومه فهي تقتحم أحلامه بدون ادنى أستئذان 


فلاش باك


-الو ايوة يا  ست الكل...... ايوة تمام.......... لاء انا مستني واحد صحبي في العربية.......... خلاص تمام ان كدا كدا بكرة هرجع البلد  ان شاء الله....... لاء ياحبيتي في أمان الله.. 


أغلق هاتفه ليضعه باهمال علي تبلوه السيارة ليتلفت حوله بملل حتي جذب انتباه شئ يتحرك بسرعة بجوار السيارة فنظر بتركيز محاولة استكشاف هويته


كانت تتحرك ذهابا وايابا بانفعال وهي تضع هاتفها علي اذنيها تنتظر اجابة من الطرف الاخر  حتي اجابها قائلا :الو ايوة يا حور


فصاحت بضجر :انتي يا زفتة كل ده بتهببي ايه.... نجلاء اخلصي... يلا انا مستنياكي بقالي نص ساعة هنتأخر كدا 


فاجابتها  بهدوء :خلاص خلاص ثواني وهتلقيني عندك


فتنهدت بضيق لتقول :خلاص ماشي اخلصي يلا 


فردت :أوك سلام يلا


أغلق هاتفها ثم وضعته في حقيبة ظهرها لتأخذ نفس عميق محاولة تهدءت انفعالاتها ثم تحركت خطوتين لتنظر الي نفسها في مرآة السيارة المجاورة لها وهي تقول بتفاخر :قمر يابت اخراشي 


ثم ابتسمت بشقاوة وهي تقوم ببعض الحركات المضحكة بوجهها ويديها


وقفت خلفها تراقب حركتها وهي تحاول كتم ضحكاتها ثم  صاحت بجدية مصطنعة :بتعملي ايه 


 فشهقت بصدمة وأعتدلت في وقفتها لتنظر خلفها وقد زاولها القلق من انا شخص غريب او صاحب السيارة قد شاهد جنانها ولكنها زفرت براحة عندما علمت بهويتها فاقتربت منها لتضربها علي مرفقها وهي تقول بحنق:خضتيني.... انتي مش هتبطلي حركاتك دي 


فرفعت حاجبها لتجيبها  بنفس طريقتها:وانتي مش هتبطلي جنانك ده 


أخرجت لسانها قائلة ببرود :ألكيش دعوة


ثم تابعت وهي تجذبها من معصمها قائلة بحيوية :ويلا بقي يا هانم عشان أتأخرنا


تحركت مبتعدة ولم تعلم بتلك العيون البنية التي شاهدت الموقف باكمله 


باك


..............................


وقفت امام منزل عائلة صديقتها تحاولت استجماع انفاسها  فقلبها ينبض بقوة وانفاسها سريعة متقطعة من ركضها علي الدرج كما انها اخذت الطريق لمنزل صديقتها بصورة اشبه بالركض حيث يفصل بين المنزلين شارعين فقط... أخذت نفس عميق لتهدء من انفاسها ثم قامت بطرق باب المنزل لتسمع صوت والدت صديقتها  من الداخل وهي تصيح باستفسار :مين 


فاجابتها حور بهدوء :انا حور يا طنط أمال افتحي 


ففتحت أمال الباب لتشير بيديها الي الداخل وهي تردف مرحبة :اهلا يابنتي اتفضلي


فولجت حور الي الداخل لتنظر الي امال  ثم سألتها بقلق:فين نجلاء ياطنط.. 


فمطت امال شفتيها لتجيبها بمرارة :كويس انك جيتي هي جوه ادخللها....حسرة عليها ربنا ينتقم منه..


فلم تنتظر حور استكمالها لحديثها بل انطلقت الي غرفة صديقتها لتفتح الباب بدون استئذان...  دلفت الي الداخل وهي تنظر الي تلك المنكمشة علي نفسها وبمجرد سمعها لباب غرفتها يفتح رفعت رأسها لتشهق حور من الصدمة وهي تنظر الي وجه صديقتها المنتفخ والممتلئ بالكدمات فاقتربت منها لتجلس علي حافة الفراش بجانبها وهي تنظر اليها بعدم استعاب 

يتبع 

               الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات