
رواية وش تالت الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم اسماعيل موسي
لابد أن مدحت قصد القبو فى العشرة ايام الاحقه عدت مرات
قبل أن يذهب للعمل وبعد عودته من العمل
كان يستخدم أصبعه مقياس لتراكم الأتربة تحت المقعد المهشم، والجرذان لم يظهر مره اخرى.
وكان يسجل مقدار تراكم الأتربة كل يوم فى دفتر منفصل وكان يسجل اسماء الأشخاص الذين يلتقيهم بأستمرار
رغم انه لم يكن فى حاجه لذلك، فقد كان يحفظ اسماء عماله وتنقلاتهم، وبعد شهر كامل، حدثت مجموعه من التغيرات فى العمل، حيث نسى مدحت ان يسجل مجموعه من الحمولات
وعندما أخبر مروه بذلك، قالت ولو انه غصب عنى لكن لو تخلى اسامه يساعدك فى المحجر يكون احسن
وسألها مدحت، لكنك كنتى تعارضين فكرة قربى من اسامه
ما الذى تغير؟
قالت مروه لا شيء تغير، لكن لا ارى احد يصلح للمهمه أكثر منه، هو صديقك قبل كل شيء.
عاد اسامه للمحجر يعمل تحت امرة مدحت سرعان ما اثبت كفأته حتى انه توصل بسرعه للحمولات التى لم تسجل
بعد بحث وتقصى، وبعد تدقيق فى الدفتر وجد انه هناك حمولات مشطوبه وتلاعب فى الحسابات، كان هناك أحد عمال المكتب يخرج حمولات لحسابه
او على الأقل يمحو السجل المكتوب اصلا
وكان مدحت يترك عمله قبل موعده ويذهب إلى منزله وكان اسامه يقوم بجميع المهام على اكمل وجه
فى المنزل كان مدحت يأخذ حبوب الهلوسه والهذيان كانت مروه تتأكد من ذلك بنفسها
وفى الليل كان مدحت يسمع همسات مروه فى الصاله
ويسجل كل شيء لكن فى الصباح يكون التسجيل فارغ
ثم خرج مدحت ذات يوم يحمل الدلو والفرشاة ونظف القبو من الاتربه، ثم سجل ذلك فى دفتره
وممن جديد راح يسجل مقياس تراكم الاتربه فى القبو كل يوم
انت فين يا مدحت خرجت من غير ما تقولى؟
انا رايح عند والدتك يا مروه ازورها بقالى زمان مروحتش هناك
وبعد أن وصل مدحت الى منزل حماته لم يجدها فى المنزل
ولولا انه هاتف مروه لشك ان حماته غير موجوده من الأساس
عاد مدحت الى المنزل وقال لمروه لم أجد والدتك فى البيت
قالت مروه اة نسيت اقلك والدتى سافرت البلد عند اهلها ومش هترجع قبل شهر
بعد شهر، تمام، طيب كنتى قولتى من البدايه افضل ما اروح هناك زى العبيط
نسيت والله قالت مروه بلا مبلاه
وفى اليوم التالى ذهب مدحت لبيت حماته وسأل الغفير عنها
وكان الرجل يعرفه
واخبره ان الست فريده تركت المنزل امس
امس متى
كم كانت الساعه؟
الساعه الخامسه عصرا
فكر مدحت، يعنى قبل وصولى بربع ساعه
وتعجب مدحت من الصدفه، نفس اليوم الذى قرر فيه زياراتها
بل نفس الساعه تقريبا
وفى العمل سمع اسامه يتحدث مع احد العمال دون أن يراه احد وكان العامل يقول انه نفذ المطلوب ومسح النقلات من السجل.
الفصل الرابع عشر
كانت مروه تتابع جرعات الدواء، بأستمرار، بينما كان مدحت يخرج بعد أن ترك العمل إلى اسامه فى جولات خارجيه وصفها بقتل الملل، بينما واصل مراقبة القبو والشارع ومنزل حماته التى قالت زوجته انها ستقضى شهر أجازه عند اهلها
بينما كانت قد عادت إلى بيتها بعد يومين بالتمام والكمال
وكان مدحت لا يستطيع ان يفهم لما تتعمد حماته عدم مقابلته او الرد على مهاتفاته وكان يعزو ذلك لمرضه النفسى وانه ربما اساء لها دون أن يدرى فهو لا يستطيع تذكر الماضى
كان يعتقد انها تتعمد عدم مقابلته لسوء سلوكه فلم يحاول
ان يتواصل معها، الا انه رفم ذلك لم يخفى عليه الطفل الذى يخرج مع حماته، طفل فى نفس عمر ابنه المتخيل وكان قد توصل ان القبو وبقعة الدم التى تم مسحها كانت موجوده
لأن المكان كان نظيف بعدما أخبر مروه بما شاهده
لم يقتنع ابدا ان بقعة الدم انمحت من تلقاء نفسها وكان يسجل كل ذلك فى دفتره، وبعد شهرين من التدقيق واجه زوجته والتى أنكرت كل شيء
وراحت تبكى وتصرخ وتنوح لأن جرعات الدواء لا تأتى بمفعولها، قالت مروه لابد من عرضك على دكتور جديد يا مدحت، استحسن مدحت الفكره، دكتور جديد سيصف حالته امام عينه ويمحو الشك من عقله...
وذهب مع مروه للدكتور النفسى الذى عاين الفحوصات والتحاليل بدقه، وبعد جلسه قضاها مع مدحت شرح له حالته النفسيه وانه مريض نفسى، وأن عقله يختلق عالم موازي بكل تفاصيله وان فكرة المؤامرة هى نتاج عقله المريض
تأكد مدحت انه مريض نفسى واعترف امام زوجته بخطأه...
وقال بصراحه لزوجته انا من ايدك دى لايدك دى، وانه لن يقوم بأى أفعال محرجه مره اخرى
وكان يسمع مهاتفات زوجته فى الليل ويقنع نفسه انها من اختلاق عقله
حتى انه مره رأى اسامه يدخل بيته، فلم يذهب خلفه
بل ذهب إلى المحجر وهناك راجع الدفاتر وقبل رحيله قابله احد العمال، رجل طيب يعرفه مدحت من زمن بعيد
الرجل أكد له ان العمل كان يسير بطريقه جيده فى وجوده
وان هناك عامل كان يدخل المكتب بعد رحيله ويغير التواريخ
والمعاملات
لكن مدحت عزى ذلك لغيرة العمل والوشايه حتى اقسم له الرجل ان أسامه يسرقة ثم وضع امام مدحت دفتر اخر غير الدفتر الذى تسجل فيه أوامر شغل المحجر
اكتشف مدحت ان هناك دفترين للتسجيل وان هناك تغيرات فى تواريخ واماكن الحمولات
راجع مدحت كل شيء وطلب من الرجل ان لا يفتح فمه وانه سيقوم بنفسه بحل المشكله.
ثم هاتف حماته ورد عليه طفل صغير ناداه بابا لكن حماته اختطفت الهاتف من الطفل وتحدثت معه وشرحت له انه ابن بنتها الثانيه وانه اعتقد انه والده
بعدها ورغم الشك واصل مدحت مراقبة الشقه دون
ان يفتح فمه
يقول انه ذاهب إلى العمل ثم يراقب المنزل وفى اوقات غيابه
اسامه يذهب إلى شقته